عندما شاركت في إحدى الفرص التوعية بالحرم أيام العشر الأواخر برمضان في عيادة المعتكفين، كانت هناك معتمرة سودانية كبيرة بالسن، تعاني من الألم برجلها اليمنى مع انتفاخ بالركبة، وتسارع في ضربات القلب، شخصت مبدئيًا على أنها بداية جلطة وريدية بالرجل، يجب نقلها فورًا إلى أقرب مستشفى لعمل الأشعة والبدء بالإجراءات الطبية الضرورية.. فعلا تم نقلها إلى المستشفى بمساعد الهلال الأحمر، وهناك أدخلت للعناية المركزة بالطوارئ، وتم التدخل السريع لحالتها بإعطائها المسكنات والبدء بمسيلات الدم وجعلها تحت الملاحظة، تحسبا لأي أمر مفاجئ كانتقال الجلطة للقلب أو الرئة، والتي كانت تحتاج إلى عملية ولكن ليست طارئة، وهذا الإجراء الصحيح لمثل حالتها، ولكن للأسف بسبب وجود مريضة بجانبها بالعناية تعاني من نزيف بالدماغ التي كان يجب أن تدخل العمليات في فترة أقل من أربع ساعات للحفاظ على خلايا الدماغ من التلف، ولعدم معرفة هذه المعتمرة الفرق بين حالتها وحالة جارتها بالعناية اعترتها الغيرة بسبب اهتمام الطاقم الطبي لجارتها أكثر منها، وقد خرجت من المستشفى على مسؤوليتها ولكن للأسف في أقل من 24 ساعه رجعت المعتمرة المستشفى، وقد تقرر بتر رجلها من الفخذ لسوء حالتها.. صحيح الأمر كله بيد الله ولكنها لو صبرت وسلمت أمرها لله من البداية، ولم تقارن حالتها بغيرها، لما كان شعور الألم والحسرة يصاحبها لبقية حياتها.. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}.