طلب الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري من المسؤولين أمس، تقريرا يوضح أسباب اتهام فتاة مسيحية تعاني من إعاقة عقلية بإهانة الإسلام بعد الإبلاغ عن مشاهدتها ممسكة بأوراق محروقة كتبت عليها آيات من القرآن. ويدور جدل حول انعدام التسامح الديني بين المسلمين الذين يشكلون غالبية السكان في باكستان، حيث يتم تطبيق قوانين ضد الإساءة إلى الإسلام أو تدنيس القرآن تنص على عقوبة الموت. وقال مسؤول في الشرطة إن الشرطة اعتقلت الخميس في حي فقير في إسلام أباد الفتاة ريمشا التي تعاني من المنغولية أو متلازمة داونز وهو خلل جيني يؤثر على قوة الإدراك. وقال مصدر في الشرطة طلب عدم الكشف عن هويته إن الفتاة تبلغ من العمر 16 عاما، إلا أن نشطاء وعددا من جيران الفتاة قالوا إن عمرها ما بين 10 و13 عاما. وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن الرئيس الباكستاني "اهتم" بمسألة اعتقال الفتاة ودعا وزارة الداخلية إلى تقديم تقرير له عن القضية. وتتعرض حكومته لانتقادات شديدة في الغرب بسبب رفضها إصلاح قانون الإساءة إلى الدين رغم اغتيال سياسي بارز ووزير مسيحي في الحكومة لمعارضتهما القانون في 2011. وذكرت بعض الأنباء أن الفتاة كانت تحرق أوراقا جمعتها من كومة من القمامة لاستخدامها لأغراض الطبخ عندما دخل شخص إلى منزلها واتهم عائلتها بإحراق أوراق عليها آيات من القرآن الكريم. وأثار انتشار الخبر غضب المسلمين في حي مهرباد في العاصمة الباكستانية حيث تعيش الفتاة مع عائلتها. ويعيش في هذا الحي نحو 800 مسيحي أجبر بعضهم على مغادرته موقتا خوفا من ردود فعل تستهدفهم. وقال محقق الشرطة ذبيح الله عباسي إن ريمشا محتجزة حتى 25 أغسطس حيث ستوجه لها تهم الإساءة إلى الدين في المحكمة في سجن اديالا. وقال عباسي إن ريمشا لا تجيد القراءة أو الكتابة، إلا أنه نفى أن تكون مصابة بالإعاقة. وأضاف أن "الفتاة تبلغ 16 عاما، وطبقا للتقرير الطبي فإنها طبيعية". وقال المسؤول في منظمة تمثل الأقليات في باكستان طاهر نويد شودري: إنه تم إغلاق منزل ريمشا الاثنين ولا يوجد أحد في المنزل. وقالت الشرطة المحلية إن عائلتها خرجت من إسلام أباد ولجأت إلى منزل أحد أقاربها، وإن ريمشا مصابة بالمنغولية وهي طفلة وليست مراهقة كما قالت الشرطة. وأصدرت منظمة "وومنز اكشين فوروم" التي تدافع عن حقوق المرأة بيانا نددت فيه باعتقال ريمشا. وجاء فيه أن المنظمة "صعقت بالموقف اللاإنساني على الإطلاق للرجال" الذين ادعوا على الفتاة لدى الشرطة، ودعت إلى إطلاق سراحها على الفور.