ما يزال مصيره مجهولا في ظل عدم مقدرة أي من نظام الأسد والمعارضة تأكيد رواية كل منهما. والسؤال الأهم طيلة يوم أمس، كان: هل انشق نائب الرئيس السوري فاروق الشرع أم لم ينشق؟ ففي الوقت الذي أعلنت المعارضة السورية عن انشقاق الشرع، وبلوغه الأراضي الأردنية، نفى التلفزيون السوري تلك الرواية، مستغلا تعيين الأخضر الإبراهيمي موفدا دوليا وعربيا إلى سورية، لتأكيد عدم انشقاق نائب الرئيس، وترحيب الأخير بالموفد الجديد. هذا التجاذب بين الحكومة السورية والمعارضة، جاء مع مواصلة الطيران الحربي للنظام قصفه العنيف لمدينة أعزاز، مخلفا دمارا هائلا، فيما عثر على عشرات الجثث مجهولة الهوية في ريف دمشق. من جهته وجّه رئيس المجلس الوطني السوري عبدالباسط سيدا، مع حلول عيد الفطر المبارك اليوم، صرخة عبر "الوطن" إلى العالم الإسلامي للالتفات إلى ما يعانيه أطفال ونساء وشيوخ سورية.
أكد رئيس المجلس الوطني السوري عبدالباسط سيدا، أن قمة مكةالمكرمة الاستثنائية للتضامن الإسلامي"ساهمت في نزع ورقة التوت الأخيرة من النظام السوري، وجعلته يعاني مزيدا من العزلة". واعتبر أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، قد نجح في الحصول على تأييد إسلامي، بشبه إجماع ساهم في وضع نظام الأسد مجردا من دعم دول العالم الإسلامي، بعد طرده من محيطه العربي، من خلال المشروع السعودي الذي عزل سابقا الأسد في جامعة الدول العربية. وأوضح سيدا في حديث إلى "الوطن" أن "وجود دول حليفة لسورية في المؤتمر كروسيا المراقبة، وإيران التي شاركت على مستوى عال، والعراق، وغيرها من الدول التي تقدم دعمها لنظام بشار الأسد في العلن أو السر، فشلت في حماية هذا النظام الدكتاتوري من العزل، وبالتالي السماح للقوى الدولية بأخذ مواقف أكثر شجاعة في حماية الشعب السوري الأعزل، الذي يعاني من آلة الموت التي تعمل في جسده". وثمّن سيدا، الموقف السعودي الشجاع "الذي ما يزال مصرا على دعمه لحماية أبناء الشعب السوري من هذه الجرائم، التي لا تليق بهذا العصر الذي تتفاخر فيه الإنسانية بحماية المدنيين وحقوق الإنسان". وقال "لقد انتزع الملك عبدالله، هذا القرار بوجود الرئيس محمود أحمدي نجاد، الذي بدا عاجزا أمام إصرار وموقف العالم الاسلامي الذي اتحد في مواجهة الظلم، خاصة وأن عشرات الدول كانت تعتبر نفسها غير مؤثرة، وأنها بعيدة عن القدرة على التغيير في صناعة الأحداث في العالم، ساهمت قمة مكةالمكرمة في إدخالها إلى صلب المعادلة، وصياغة وزنها وقوتها على الخريطة الدولية". وأكد سيدا، أن هذا اليوم الذي تحتفل فيه دول عدة من العالم الإسلامي بعيد الفطر المبارك، يعيش فيه شعب سورية في ألم وموت وحصار ومجازر جماعية، ونقص في الطعام والماء والدواء. وقال "أرجوكم لا تنسونا فبناتنا يغتصبن، وأسر كاملة تعيش هاربة من الموت أو محاصرة في منازلها بلا طعام، خوفا من الشارع الذي ينتظرهم فيه الموت على يد قناصة النظام. شعب سورية لا يعلم أن العيد جاء، وهو ثاني عيد فطر نعيشه ونحن نعاني من الموت والدمار، وأطفالنا يموتون بلا ذنب، والطائرات والمدافع تقصف مدننا ليل نهار". وطالب العالم الإسلامي بمساعدة الثوار من جنود الجيش الحر الشرعي النظامي، الذي يقاتل ضد قوات الأسد.