تابعت، أمس، لقاء أمين أمانة الباحة الدكتورعلي محمد السواط. والذي أكن له شخصيا جل التقدير والاحترام لقربه من الجميع وملامسة همومهم وحضوره كثيرا في الميدان، وهذه ميزة تذكر له فتشكر، وتؤكد على طموح عال واستشراف جاد وأن الباحة فعلا أمانة يجب أن يكون حريصا على تطورها وهو أهلا لذلك. لكن كما ظهر من اللقاء ربما ما زال هناك عوائق وربما تعقيدات متأصلة تعترض عجلة النمو بالمنطقة كما أشار، والتي تحتاج إلى مزيد من التنسيق بين أغلب الجهات، سيما بعد تأسيس مكاتب إستراتيجية في العديد من المناطق ومنها منطقة الباحة، والتي تأتي وفق توجهات ومعطيات رؤية 2030 واهتمامات سمو ولي العهد، حفظه الله، حيث بدأت تتشكل إيجابياتها وتؤتي ثمارها في العديد من المناطق، بل تجاوزت ذلك لاستحداث مدن بل مناطق عصرية حديثة والتفصيل في ذلك يطول، لكن ما نحن بصدده اليوم هنا الباحة وأبعاد اللقاء مع أمينها الجاد الساعي كما يتضح للعطاء من خلال جودة الأداء نحو مشاريع تنموية ومدنية مستدامة، والتي اعترف بها ممثلة في ضعف الجودة فيما مضى والتي كانت سببا جوهريا في تفشي ظواهر التشوهات البصرية والتعثر. إذ المفروض أن الباحة وهي تمر باستقرار إداري قادر على أن يرسخ مفهوم توارث جدية المهام والمسؤوليات من خلال تواصل عطاء الآجيال منذ سنوات، وأن تتلمس المرافق خطاها بصورة أكثر إيجابية ونجاعة، حيث أشفقت على سعادة الأمين، وهو يعتب صراحة على أهم المرافق ودورها السلبي وذكرها بالاسم من خلال عدم التعاون والتجاوب، وهو يتحدث عن مشروع التشوهات البصرية، فكيف يكون ذلك في المشاريع الكبيرة التي يتعرض بعض منها إلى تعثرات طال بها الوقت، لذلك أدركت مقتل عشمي بشغف أن أسمع مشاريع تنموية حققتها الأمانة في هذه المرحلة أو بعض المرافق الأخرى، لأنه إذا عرف السبب بطل العجب، وهو كما ذكر ضعف التنسيق والجودة، كما كنت أتمنى ألا يكون حصر التشوهات البصرية في عمود إنارة أو بلدورة شارع أو مظهر حاوية، هناك تشوهات بصرية كثيرة ومهمة، منها إشارة لا حصر مظهر منتجعات وفنادق ومتنزهات ومشاريع أصبحت إطلالا وشكلت تشوها بصريا وتنمويا طاردا للمستثمر. وهناك قرى بل مدن لا يوجد لها مداخل رئيسية، وسبق أن تناولنا ذلك بالتفصيل وعلى مر السنين من دون أن يشعر الأهالي أو السائحون بمعالجتها الجادة. لقد وضع سعادة الأمين النقاط على الحروف، فالتنسيق والجودة مطلبان يجسدان - لا شك - أن الأمين يستشرف المستقبل بحزمة من الأساسيات التي تقوم عليها المشاريع المستدامة في خدمة المناطق والمدن والقرى بمنظور شمولي، رسمته رؤية 2030 وما تبعها من هيئات ومكاتب إستراتيجية، هدفها الوطن، كل الوطن نحو مستقبل أكثر استشرافا، ليكون فخورا دوما بقيادته المعطاءة المخلصة وشعبه الوفي.