طالبت الموجهة الطلابية، المستشارة الأسرية، قائدة فريق سريرة خير، أو كما توصف ب«رائدة التطوع» منيفة الشمري، باعتماد وزارة التطوع كوجهة للمتطوعين، تقام تحت مظلتها جميع المبادرات التطوعية، وتكون عونًا لجميع الوزارات وجميع فئات المجتمع، بحيث تكون محركًا للخير، وتمد كل الجهات بالمتطوعين والفرق وترعى الأفكار التطوعية وتبنيها، وترصد التراخيص لمبادراتهم وتكرمهم. ورأت الشمري أن للتطوع أهمية خاصة في رؤية المملكة 2030، وأن من ضمن الأهداف في الرؤية رفع عدد المتطوعين من 11 ألف متطوع عام 2016 إلى مليون متطوع بحلول 2030، وقالت «بإذن الله سنصل إلى هذا العدد عبر طرح برامج تطوعية تخدم الاستدامة، لأن التطوع يربط الأشخاص بأهداف مشتركة للحياة المستدامة وسيسهم في بناء مجتمع يحمل قيمًا وأهدافًا مشتركة». شروط كثيرة رأت الشمري أن كثرة الشروط التي باتت الآن مطلوبة للانضمام إلى بعض الأنشطة التطوعية فيها مغالاة، وبات هناك مشروعات تطوعية محددة لا تقبل سوى أشخاص تتوفر فيهم أحيانًا ما يمكن وصفه ب «الاشتراطات التعجيزية» على حد وصفها التي تمنع مشاركة الشباب المبتدئ الذي يحاول تطوير مهاراته، وقالت «هناك كذلك سلبية أخرى يتعرض لها التطوع، وتتمثل في أن تأسيس بعض المشروعات التطوعية بات مجرد واجهة اجتماعية فقط، دون وجود أي هدف سام من هذه المشاريع، وهذا أدى إلى ضعف الاستفادة منها، لأن القائمين عليها لا يهتمون بتعليم الأفراد، وإنما همهم إضافة مجموعة من الأنشطة إلى سيرتهم الذاتية بغض النظر عن أنها نجحت أم لا». وأضافت «هناك كذلك استغلال للمتطوعين لتحقيق بعض المصالح الشخصية للقائمين على بعض برامج التطوع، كما أن هناك تركيزًا إعلاميًّا بهدف بروزة بعض المشاريع التطوعية وتكرار بعض المبادرات بالرغم من قلة أثرها وعدم ديمومتها في المجتمع، حيث تسعى بعض المنابر الإعلامية إلى ربط كثير من الأشخاص بالتطوع، وهم أبعد ما يكونون عنه». مؤسسة عالمية أوضحت الشمري أنها تتطلع إلى أن يتحول فريقها التطوعي (سريرة خير) ليكون مؤسسة مجتمعية عالمية تخدم القاصي والداني وكل محتاج على هذه الأرض، وتمد يد العون للجميع دون تردد، ودون قيود أو شروط، وبينت أن شخصيتها صقلت في مجال العمل التطوعي، وذلك عبر الاحتكاك بمختلف شرائح المجتمع، وبحكم الدورات والبرامج التي حصلت عليها منذ صغرها، إضافة إلى حضور مختلف المناسبات المعنية بالتطوع، وتعرّفها على عدد من الشخصيات الاعتبارية والملهمة في هذا المجال، ومن أبرزها الراحل نجيب الزامل أو كما يطلق عليه ( أيقونة التطوع). وبينت «العمل بالتطوع أنبل شكل للعطاء، والأكثر نفعًا للمجتمعات لأن له أثر إيجابي كبير على الأفراد بتعزيزه للحمة المجتمعية وتأكيده لمبادئ التكافل والتعاون بين الناس». وعما إذا كانت ثقافة التطوع غائبة عن كثيرين من أفراد المجتمع، قالت «لا أعتبر ثقافة التطوع غائبة، على العكس، فالتطوع متأصل فينا، وكل إنسان فيه بذرة خير، وثقافة التطوع تتوسع اليوم خصوصًا بعد جعل التطوع أحد أهداف الرؤية، ومع السعي لتحقيق هدف الوصول إلى مليون متطوع في المملكة». سريرة خير أشارت الشمري إلى أنها شاركت في عملها ومع مجموعتها وفريقها سيرى خير في كثير من المبادرات التي تحتسبها لوجه الله، وشملت عددا من المجالات والفئات. وعن فريق سريرة خير، قالت «فريقي هم أهلي وأعضاؤه أحبتي، صحيح أنني قائدة أو مشرفة أو أي مسمى يختارونه، لكن يوجد من هم يخدمون ويبذلون أكثر مني.. سريرة لنا كلنا.. لا يوجد بيننا شخص قائد أو رئيس ومرؤوس، ونحن في «سريرة» يجمعنا الانتماء وصفاء النية واحتساب الأجر». مكاسب جمة بينت الشمري أنها كسبت من خلال عملها التطوعي كثيرًا من الناس والأصدقاء، وتشكلت لديها ذكريات جميلة، وعاشت تجارب تطوعية جعلتها تشعر بالآخرين أكثر. ونصحت كل راغب بالعمل التطوعي ألا يلتفت كثيرًا للحصول على ثناء أو حافز أو تكريم أو شهادة أو رخصة أو عضوية، وإنما أن يستشعر مقدار السعادة التي يقدمها عملها التطوعي للآخرين. لماذا تتمنى الشمري إنشاء وزارة للتطوع؟ لتكون وجهة للمتطوعين تقام تحت مظلتها جميع المبادرات التطوعية تكون عونًا للوزارات كافة وجميع فئات المجتمع. تكون محركًا للخير. تمد كل الجهات بالمتطوعين والفرق ترعى الأفكار التطوعية وتبنيها. ترصد التراخيص لمبادرات المتطوعين وتكرمهم. تساعد بتحقيق هدف الرؤية بالوصول إلى مليون متطوع. أبرز التحديات التي يواجهها العمل التطوعي كثرة الشروط التي باتت الآن مطلوبة للانضمام إلى الأنشطة التطوعية. عدم قبول بعض المشروعات التطوعية الأشخاص إلا ب «اشتراطات تعجيزية» منع مشاركة الشباب المبتدئ الذي يحاول تطوير مهاراته. بعض المشروعات التطوعية باتت مجرد واجهة اجتماعية. عدم اهتمام القائمين على بعض المشاريع بتعليم الأفراد. البعض يستغل المتطوعين لتحقيق مصالحه الشخصية. هناك تركيز إعلامي على إظهار بعض المشاريع رغم قلة أثرها.