يبدو أن المفاوضات الروسية الأوكرانية الرامية لإيجاد وسيلة توقف بها الحرب الدائرة حاليا في أوكرانيا ربما تصل إلى طريق مسدود، وهذا ما أيده المحللون بعد تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اليوم. وأعلن لافروف أن موسكو طرحت أمام الجانب الأوكراني خلال المفاوضات معها شروطا واضحة لوقف النزاع المسلح في أوكرانيا، وهي شروط ترفضها كييف تماما. وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي اليوم السبت: "الشروط التي نعتبرها جزءا لا يتجزأ من تسوية هذه الأزمة ورفع التهديد عن روسيا الذي بلوره الناتو في أراضي أوكرانيا على مر السنين، قد حددناها في كل من تصريحات الرئيس (الروسي) وفي تصريحات وفدنا خلال المفاوضات المذكورة". وأوضح الوزير أن هذه الشروط تشمل نزع الصبغة العسكرية عن أوكرانيا واستئصال النازية فيها ووضعها الحيادي، مضيفا أن "انتشار النازية الجديدة (في أوكرانيا) بلغ حدا غير مقبول إطلاقا في ظل التساهل التام لأوروبا المستنيرة مع هذه الظاهرة". وتابع لافروف أن موسكو تنتظر من كييف أيضا اعترافها بشبه جزيرة القرم جزءا من الأراضي الروسية، بالإضافة إلى الاعتراف باستقلال الجمهوريتين الشعبيتين في حدود مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك الأوكرانيتين سابقا. كما أشار لافروف إلى أن روسيا لا تزال تنتظر من أوكرانيا معلومات عن الجولة الثالثة من المفاوضات لكن الجانب الأوكراني يختلق ذرائع للمماطلة في عقدها. وعلق لافروف على تصريحات الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي التي أعرب فيه عن استيائه لرفض حلف الناتو الوقوف إلى جانب كييف في مواجهتها العسكرية مع موسكو. ولفت لافروف بهذا الصدد إلى أن هذه التصريحات تدل على أن الرئيس الأوكراني كان يعول على تسوية النزاع عن طريق توريط الناتو فيه وليس عبر المفاوضات. وأضاف: "بالتالي يتضح أنه لا يسمع تصريحات تصدر باستمرار من واشنطن وباريس وبرلين وعواصم أخرى مفادها أن الناتو لا يخطط للتدخل في هذا النزاع". ويدل ذلك، وفقا لوزير الخارجية الروسي، أن زيلينسكي لم يتخل عن خططه "لإشعال نزاع بمشاركة الناتو، نزاع بين الناتو وروسيا". مع ذلك فقد أعرب لافروف عن أمل موسكو في أن "مزاج" زيلينسكي سيتغير.