تبادل طرفا النزاع في شرق أوكرانيا الاتهامات بتكثيف القصف، وذلك قبل ساعات من استئناف مفاوضات السلام التي تجريها مجموعة الاتصال الخاصة بأوكرانيا في مينسك الأربعاء 6 مايو/أيار. وأعلنت وزارة الدفاع في «جمهورية دونيتسك الشعبية» الانفصالية أن القوات الأوكرانية شنت 55 عملية قصف على بلدات خاضعة لسيطرة الجمهورية المعلنة من جانب واحد، فيما اتهمت قيادة «عملية مكافحة الإرهاب» التي تجريها كييف في شرق أوكرانيا قوات الدفاع الشعبي بشن 42 عملية قصف على مواقع العسكريين الأوكرانيين مساء الثلاثاء 5 مايو/أيار. وعلى الرغم من تزايد عدد انتهاكات نظام وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا، وصل مفوضا جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك دينيس بوشيلين وفلاديسلاف دينيغو صباح الأربعاء إلى مينسك، حيث ستعقد مجموعة الاتصال الخاصة بأوكرانيا جولة جديدة من مفاوضات السلام. ومن المقرر أن تجتمع خلال جولة مفاوضات الأربعاء مجموعات العمل الفرعية المعنية بتطبيق اتفاق مينسك السلمي لأول مرة منذ تشكيلها تنفيذاً لاتفاق زعماء روسيا وألمانيا وفرنسا وأوكرانيا. وأعلنت وزارة الخارجية البيلاروسية أن المفاوضات ستجري خلف أبواب موصدة، مؤكدة عدم وجود أية خطط لتنظيم مؤتمرات صحفية للحديث عن نتائج الاجتماع. وكانت داريا أوليفير الناطقة باسم الرئيس الأوكراني الأسبق ليونيد كوتشما الذي يمثل كييف في المفاوضات السلمية، قد كتبت على صفحتها في موقع «فيسبوك»: «سيعقد يوم 6 مايو/أيار في مينسك لقاء يجمع المشاركين في مجموعة الاتصال مع ممثلي ما يسمى بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين». وتابعت أن الهدف الرئيس للقاء يكمن في تفعيل مجموعات العمل الفرعية الخاصة بتطبيق اتفاقات مينسك، وهي المجموعات المعنية بالشؤون الأمنية والسياسية والاقتصادية والإنسانية. وسينسق عمل تلك المجموعات ممثلون عن منظمة الأمن والتعاون الأوروبي. يذكر أن مجموعة الاتصال الثلاثية الخاصة بأوكرانيا بدأت عملها منذ عام بمشاركة أوكرانيا ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي وروسيا، وانضم إلى المفاوضات السلمية الجارية في إطارها لاحقاً ممثلون عن دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين. وذكرت أوليفير أن مجموعة الاتصال أجرت الثلاثاء 5 مايو/أيار لقاء عمل دون مشاركة ممثلي دونيتسك ولوغانسك. وأوضحت أن اللقاء الذي شارك فيها ليونيد كوتشما (عن أوكرانيا)، وهايدي تاليافيني (عن منظمة الأمن والتعاون الأوروبي)، وعظمت كول محمدوف (عن روسيا) بحث القضايا المتعلقة بإعداد لقاء مينسك القادم. من جانبه أعلن دينيس بورغين، رئيس مجلس الشعب (البرلمان) في «دونيتسك الشعبية» أن رئيس الجمهورية ألكسندر زاخارتشينكو، ونظيره في جمهورية لوغانسك الشعبية إيغور بلوتنيتسكي، لن يشاركا في لقاء مجموعة الاتصال. وفي مقابلة مع صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الثلاثاء 5 مايو/أيار أعرب بورغين عن تشكك دونيتسك ولوغانسك في أن يؤدي اللقاء إلى اختراق في تسوية الأزمة، قائلاً إنه «في أحسن الحالات سيبدأ في مينسك العمل على مستوى المجموعات الفرعية». وأضاف بورغين أن جدول أعمال اللقاء لا يزال غير محدد وأن إعلانه سيتم في مينسك مباشرة. ومن جانبه، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه ينتظر من لقاء مينسك المرتقب أن يسفر عن اتخاذ «خطوات إضافية لضمان التقدم في تطبيق وثيقة مينسك الخاصة بالتسوية في أوكرانيا، وكذلك في تطوير ما تم الاتفاق عليه بين زعماء رباعية النورماندي في مكالمتهم الهاتفية مؤخراً». وذكر لافروف أن لقاء مجموعة الاتصال في مينسك سيجري متزامناً مع اللقاء الأول للمجموعات الفرعية الأربع التابعة لها، مشدداً على أهمية أن تتقدم هذه المجموعات المتخصصة في عملها بشكل متواز.