مع تعمق الزمان وتسارع الأحداث، ما زالت الثورة العلمية والمعرفية تتدفق بشكل متسارع من حولنا، وما زال المواطن العربي يشدو لحن الأمل والتغيير نحو الأفضل ومعالجة كافة الأزمات التي أصبحت موطنًا تسكن في ربوع موطنه في الوطن العربي الحبيب..! في ظل هذه الأجواء ومع مشاهد الآمال من عمق الجراحات النازفة، ما زالت ثورات متعددة تغزو فضاءات العالم، وترنو للتقدم والتميز والتطوير وتحقيق الريادة، وتغدو ثورة الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي المؤثر الأبرز في عالمنا المعاصر، والموجه الأهم للتغيير المنشود والإصلاح الهادف، من بين ذلك خرجت صحيفة «الوطن» السعودية بمنظومة إعلامية هادفة ترتكز على نشر تفاعلي هادف يستهدف المجتمع السعودي والعربي والمنظومة الإعلامية؛ لتشكل جمهورًا عريضًا؛ فأصبحت نافذة تتابع بشغف متنامٍ. ومع تسارع جذب المنصات الإعلامية التفاعلية وبروز أدوات مؤثرة للإعلام الجديد، يظهر جليًا أن الإعلام من أهم أدوات العصر المؤثرة والأكثر بروزًا وحضورًا، إنه منبر مفتوح على الجميع، يؤدي دورًا استراتيجيًا في المجتمعات، وله دوره المهم في مواجهة التحديات، والإسهام في مسيرة التنمية والازدهار، ووضع المؤثرات الإيجابية في مختلف مجالات الحياة. إن حرية التعبير تمثل اليوم واحدةً من أثمن الحقوق، لأنها تعتبر الركيزة التي تقوم عليها كل حرية أخرى، وهي أساسٌ لكرامة البشرية. لقد أصبح الإعلام السمة المميزة للعصر الحديث، وأضحى تأثيره في حياتنا طاغيًا لا يستطيع معه أي فرد في أي ركن من أركان الدنيا أن يتجنبه، إنه يصنع العقول ويحركها، يغير اتجاهات الأفراد ويوجههم إلى حيث يشاء، يخطو بالشعوب والدول ويتقدم بها إلى الأمام، تلك مهمة الإعلام الهادف القائم على منظومة إعلامية استراتيجية وفق تخطيط دقيق هادف يؤدي الأهداف المنشودة ويحقق مجالات التنمية، إن الإعلام هو الذي يرسم اليوم ما يمكن أن نطلق عليها الخريطة الإدراكية الوجدانية والإدراكية أمام ضغوط توجهات إعلامية تسعى إلى تجريد الأفراد من هويتهم وانتماءاتهم وقيمهم ومعتقداتهم وثقافتهم الذاتية. من اطلاعي ومشاركاتي ومتابعتي المستمرة في صحيفة «الوطن» من مخرجات مقالات علمية ودراسات أعكف عليها لأن تظهر للنور، ومشاركات ثمينة للكتاب الكرام وغزارة ثقافتهم وجودة مواضيع الكتابة، وما تنفرد به الصحيفة من التنوع الهادف لمختلف الفئات، وتركيزها على البعد التنموي الهادف، وما تنثره في فضاء الإعلام العربي الهادف ، وتشكيل منظومة قيمية هادفة وفتح مساحة حرة تغدو منبرًا تعدديًا ينشد الحقيقة، ويلتزم المبادئ المهنية في إطار مؤسسي، ويسعى لنشر الوعي العام بالقضايا التي تطمح لأن تكون جسرًا بين الشعوب والثقافات، يعزز حق الإنسان في التسامح، والديمقراطية، واحترام الحريات، والتخلص من الفساد ، وتوعية العالم العربي بمرتكزات القضايا الجوهرية. لقد رسمت صحيفة «الوطن» عينًا نابضة بالحياة عن الواقع العربي والإعلام التنموي الهادف لمختلف القضايا ولا سيما قضايا المجتمع السعودي، بمنطلق أصيل وبتمايز مؤسسي متقن، وبسلوك إبداعي يتم نقشه برسم استراتيجي من الأداء لتحدث نهضة شاملة في التفاعل الاجتماعي، ومنصات الرأي الهادف تغير ملامح القضايا العربية الاستراتيجية ومن منظور علاجي وفعال، فأصبحت تناقش هموم المواطن العربي، ومشاكل الشباب وجراحات الشعوب العربية. إن غاية المؤسسات المستقبلية هي السعي إلى تحقيق التميز بمعنى إنجاز نتائج غير مسبوقة تتفوق بها على كل من ينافسها، بل وتتفوق بها على نفسها بمنطق التعلم، وإن كل ما يصدر عن منظومة موقع صحيفة «الوطن» يسير من خلال أعمال وقرارات محكمة، وما تعتمده من نظم وفعاليات يجب أن يتسم بالتميز أي الجودة الفائقة الكاملة التي لا تترك مجالاً للخطأ أو الانحراف ويهيئ الفرص الحقيقية كي يتحقق تنفيذ الأعمال الصحيحة تنفيذا صحيحًا وتامًا من أول مرة Doing right things right the first time. إن المستقبل المستدام يتطلب من القائمين على الصحيفة بمنظور قيادتها والتمايز المؤسسي لديها أن يكون لها تأثير إيجابي على من حولها في المجتمع والوطن العربي من خلال تعزيز الأداء من أجل نهضة المجتمعات العربية؛ وذلك من خلال التحسين المستمر والابتكار المنهجي عن طريق تسخير الإبداع من أصحاب المصلحة، حيث إن المؤسسات المتميزة لديها قيادة تشكل المستقبل وتحقق ذلك بوصفها كقدوة من خلال قيمها وأخلاقها.