هناك ديون لا يمكن أن يسدها الإنسان تجاه أشخاص معينين! ليس لأنه لا ينسى المعروف ؟! وليس لأنه من الأشخاص الذين يريدون أن يشكرون من يفعل لأجلهم ما يتمنون؟! وإنما لأجل وجود أشخاص هما سبب وجودك في الحياة بعد الله! هما الوالدان. بر الوالدين هو أقصى درجات الإحسان إليهما. فيدخل فيه جميع ما يجب من الرعاية والعناية، وقد أكد الله الأمر بإكرام الوالدين حتى قرن الله سبحانه وتعالى الأمر بالإحسان إليهما بعبادته التي هي توحيده والبراءة عن الشرك اهتماما به وتعظيما له، لقوله تعالى: «وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما». بر الوالدين ليس شيئا تستطيع إرجاعه لشخص متى ما أردت! بر الوالدين بر دائم عليك منذ صغرك إلى أن تصبح كهلاً، فعند حياتهم عليك بالوقوف بجانبهم، إسعادهم، برهم عدم إزعاجهم أو إحزانهم، وعند موتهم عليك بالدعاء لهم، والصدقة عنهم..الخ. بر الوالدين جنة على الأرض عليك بالاعتناء بهما لتنعم بالجنة في الآخرة. برك بوالديك هو عبارة عن قصة أنت من تكتبها وتؤلفها لكي يقرأها بعدك أبناؤك ويتمسكون بها. والداك جعلاك أميراً مدللاً على الأرض، فعليك قدر الإمكان جعلهما ملكَين في كبرهما. أحسنوا إليهما، راعوهما، كونوا بجانبهما، ابتسموا لهما، أعينوهما على الحياة، لا تشغلكم الحياة عنهما! فو الله إن الحياة بعدهما لا تطاق.