«مشخصاتي» الكلمة التي استخدمها رئيس هيئة الترفيه السعودية تركي آل الشيخ في وصف الممثل محمد صبحي، لم ينبشها من بطون القواميس، فهي التسمية الأولى التي كان يطلقها المصريون على الممثل ليس في أول نشأة السينما بل في أول نشأة المسرح، يعني أيام عزيز عيد ونجيب الريحاني ويوسف وهبي، ولم يكن يستعر منها أحد، وإن كانت اقترنت المهنة بالدونية في نظر المجتمع المصري آنذاك مما سحب هذه الدونية على اللفظة ذاتها. ولعل آل الشيخ بالفعل قصد التهوين ربما وليس الإهانة من مكانة محمد صبحي فهو مجرد مشخصاتي. الحق يقال أن العذر الذي قدمه محمد صبحي ركيك وواهٍ، إضافة إلى تبجحه برفض الملايين المعروضة! فأنت احترفت التطبيل ببلاش ولا ملايين، فلِم تزهد بالملايين بحجة وصف المهمة بالترفيه، لأن هذا الوصف مهين، طيب يا أخ محمد إذا كانت الهيئة أصلاً هي هيئة الترفيه وأنت تعيب التسمية وتعتبرها مهينة، فهذه إهانة لرئيسها تركي آل الشيخ - حاشاه - التي تعمل هيئته تحت هذا العنوان. فأنت لم تتوقف عن التطبيل للنظام والتسبيح بحمده، ولعل مشخصاتي في حالتك أخف وقعا وأهون من مطبلاتي. وأخيرا أهمس في أذنك لكي لا يسمعنا أحد، فأنا لا أظن أن هذا هو السبب وراء رفضك المشاركة، بل أظن أنك تلقيت من الأسياد إيعازا بذلك، ففي هذه الأيام ينطق الإعلامي والفنان عن موبايل واحد وعن تكست ماسج واحد sms! ،وأظن أنك بينك وبين نفسك تتحسر على الملايين الضائعة التي زعمت أنها عرضت عليك ورفضتها، وهذا أحد سلبيات مهنة الطبّال، أن يطبل بلا مقابل فقط «للترفيه» عن الأسياد. فما الضير والغضاضة في التسمي بألقاب عزيز عيد ونجيب الريحاني «مشخصاتي». أما بعد، فصناعة السينما والمسرح مصنفة عالميا ومسماة أكاديميا وفي الكتب المنهجية ومقررات كلية الإعلام بأنها صناعة ترفيهية، ولو لم تكن كذلك لما حفل أحد بمتابعة تهريجاتك، لا في " أولادي الأعزاء" ولا في غيرها. عدا عن ذلك يا سيد صبحي، فأنت ابن مهنة دون الترفيه بكثير، فأنت قادم من كوادر السيرك القومي أو حتى الشعبي «بلياتشو يعنيّ»، والتهريج كما تعلم هو درجة دون الترفيه، لا بل قبل ذلك كنت قاطع تذاكر على شباك سينما. أفلم تشعر بالارتقاء حين انتقلت من مهرجاتي إلى مشخصاتي، فهذه نقلة نوعية ولعل مرفهاتي هي درجة أعلى بكثير أيضا من مشخصاتي.. بصراحة يا أخ محمد يكاد المريب يقول خذوني، فلنبحث عما وراء الأكمة.