تلفزيون أبها نجاح التاسيس والمرحلة الذهبية (1/2)

انطلق البث المحلي من تلفزيون أبها بنجاح لأول مرة في الثلث الأخير من شهر رمضان عام 1397 للهجرة، بقيادة مدير المحطة آنذاك أحمد عوض الغامدي، واستمر ثمانية شهور.
تقبل الناس الضيف الجديد بإنتاج محلي مميز أضاءه نجوم من المذيعين والمخرجين والمصورين والفنيين من أبناء الوطن. كان من أبرزهم مقبل العصيمي، محمد الرشيد -رحمهما الله- ،أحمد عسيري، ناصر الشهري، عايض بن دلبوح، أحمد محمد التيهاني. ومن المخرجين عبدالعزيز أبو النجا، صافي المفتي، ضايف الغامدي، مستور الشهراني. يساندهم مجموعة مختارة من الشباب الذين عاد البعض منهم من فرنسا في تخصصات الصوت والإضاءة، التصوير، الصيانة، المونتاج، وفي مقدمتهم عيسى أبولحسة، جبريل باصهي، محمد الصم، مشبب العلكمي، عبدالله الحمراني، أحمد محمد عسيري، سعد الأحمري، زاهر الأسمري، عبدالله الشهري، مغرم الشهري، محمد زين، علي غروي، حمود الصم، حسن محمد عسيري، مفرح الرومي، سعيد عثمان،عبدالله آل عمر - رحمه الله - ومن إدارة الاخبار احمد.عزيز الغامدي على فرعون حسن عسيري رحمهما الله.
خلال تلك الفترة من البث للمنطقة الجنوبية ركز الإنتاج البرامجي على التغطيات الإخبارية،الفنون الشعبية،برامج المنوعات،الاطفال، الى جانب الندوات الدينية والثقافية.
بعثت المحطة خطابات الى فرعي جامعة الملك سعود والإمام محمد.ابن سعود الإسلامية لاامدادها بأفكار جديدة يمكن تحويلها الى برامج، لكن لم يأت التجاوب المطلوب.
وتقدم الكاتب احمد الترابي شفاه الله بفكرة برنامج بعنوان«من القر ية السعودية»، يركز على الموروث الشعبي وساهمت في الاعداد معه لفكرة و سيناريو الحلقة الأولى إلا انه لم ير النور، بسبب اعتماد دورة برامجية جديدة وطُلب تأجيله الى دورة أخرى.
وانتج «علي آل عمر عسيري» رحمه الله لأول مرة برنامجا للأطفال أخرجه صافي المفتي وقدمت حلقاته الممثلة المصرية«مي عبد رب النبي» و حازت برامج ضيف الاسبوع، كيف تكون لنا مدن مثالية؟، العقول النامية، نافذة على بلدي،،قضايا وردود على اعجاب المشاهدين اضافة إلى ما كان يصل للمحطة من إدارة التلفزيون بالرياض«المكتبة المركزية»، عشرات الأشرطة تحتوي على المسرحيات،الاغاني 'التمثيليات،المصارعة.
لم تخل النجاحات من الهموم والقلق عند تصوير الاخبار والبرامج خارج الاستديو بكاميرات السينما، لأنها تعتمد على التحميض ولايمكن تصحيح اخطاء ارتكبها المذيع او المصور الابفلم خام واعادة التصوير من جديد.
وحين تم بث برنامج«مواقف تربوية خاطئة» من اعداد وتقديم احمد عسيري استحسن المشاهدون تلك الفكرة الرائدة الجديدة، حين لامست الجانب التربوي التعليمي باسلوب نقدي مباشر، كمالفتت لأول مرة إلى اثر الإعلام المرئي في التعليم ومراحله.
شارك في تمثيل مشاهد البر نامج الثنائي الناجح بامتياز في«الدراما»صالح بن محمد الكرزي.«شافاه الله»،منصور بن سعيد الاحمري «ووظفا خبرتهما الفنية والثقافية لنجاح البرنامج وتحقيق الهدف من إنتاجه...ولو استمر لكان يُدرس اليوم في كليات الإعلام والمعلمين، وليت التلفزيون اليوم يعيد الفكرة نفسها حتى وان اختلفت الوسائل.
ومن المفاجاَت في ذلك الوقت اطلالة مذيعة اسمها»نبوية«على الهواء لأول مرة في البرنامج الاسبوعي اخترنا لكم وقدمت المذيعة (ناجية الربيع )برنامجي الأسرة والأطفال.
أما برنامج خدمات فكان يُبث على الهواء بعد نشرة اخبار التاسعة و يسترعي الانتباه الى الصيدليات المناوبة والرحلات الجوية القادمة والمغادرة إلى مطار أبها، وبعض المعلومات والإعلانات التي تلبي احتياجات الناس آنذاك.
ونفذ احمد نيازي وعبدالله شاهر لوحات فنية جميلة لمساجد وماَذن يُظهرها المخرج المنفذ على الشاشة لتنبيه المشاهدين الى دخول وقتي صلاتي المغرب والعشاء.. وبعد انتهاء شهور البث المحلي ارتبطت المحطة بالبث العام للتلفزيون على مستوى المملكة، وتحولت إلى الإنتاج البرامجي والإخباري، وغادر المذيعون المتعاونون الأوائل التلفزيون بسبب ارتباطاتهم الوظيفية عدا مذيع واحد، وتحول العمل الى انتاج يتطلب التفرغ والتركيز على المحتوى الجيد نظرا لوجود قسم مراقبة البرامج الذي لايفسح اي مادة تلفزيونية إلا بعد الاطلاع عليها وتقييمها.
كانت البرامج التي يتم إنتاجها في المحطة تُسجل على أشرطة الريل النحاسية، وتُرسل الى الرياض عن طريق الشحن الجوي.
ووخلال شهور وصلت تقنية جديدة اذ يتم»«حقن» الاخبار والبرامج مباشرة عن طريق الأقمار الصناعية إلى المركز الرئيس بالرياض ليتم بثها فيما بعد. وعانت المحطة من اعطال محطات المايكرويف وتطلب وجود مذيع على الشاشة يقول " نأسف لهذا الخلل الفني" وينوه إلى تقديم مادة تلفزيونية بديلة حتى يتم العودة مرة أخرى للبث العام.
وبعد ست سنوات غادر أحمد الغامدي أبها بعد ترقيته مديرا لإدارة الأخبار في التلفزيون بالرياض ، وغادر أغلب الفنيين والمخرجين إلى محطات الإذاعة والتلفزيون في مناطق المملكة لعد صدور قرارات بترقياتهم إلى مراتب أعلى ، وهم يحملون أجمل الذكريات عن المنطقة وأهلها.