أعاد خيراً الأديب والشاعر أحمد عسيري بالذاكرة حضور احتفالية "تلفزيون أبها" ، بمرور 50 عاماً على بدء البث التلفزيوني والإذاعي، إلى 38 عاماً خلت، مذكراً إياهم بالزمن الجميل "على حد وصفه"، حينما كان تلفزيون أبها يعمل بشباب غير متخصص، لكن كان وقوده الحماس وحب خدمة مجتمعه، كانت المحطة تبث ساعات محددة في اليوم، وكانت تقرأ مزاج المجتمع، فقدمت له ما راق استحسانه، وحصد إعجابه، مستفيدة من أفضل برامج التلفزيون السعودي، من خلال مكتباته في جدةوالرياض والدمام، فاستقرت تلك البرامج في ذاكرة مواطني ومقيمي منطقة عسير، وأن محطة أبها كانت تقدم رسائل توعوية منها أن الكهرباء ستنطفئ عن حي ما في وقت ما ليأخذ المشاهد حيطته بأن يرفع الماء من الخزان أو يكوي غترته! وشبه العسيري محطات تلفزيون المناطق ب"الرئة المعطلة"، طالباً من هيئة الإذاعة والتلفزيون إعطاء الفرصة لتلك المحطات سيما لديها الإمكانات والكوادر المؤهلة بالبث محلياً، وتغطية مناسباتها، واحتفالاتها وفعالياتها، على أن تعاود الربط مع المحطة الأم في ساعة النشرة الرئيسة، وأن تكون فكرته مؤقته وفي حال نجاحها تستمر أو تتوقف، لافتاً أنه على يقين أن موظفي تلك المحطات قد "ملوا" من هذا التغييب لطاقاتهم. ولفت عسيري أنه قدم برامج منها، "العقول النامية"، "مواقف تربوية خاطئة"، وبعضا من برامج الأطفال، وأنه لن ينسى تلك الحقبة حينما كان يعد ويقدم برنامج "نافذة على بلدي" حيث كان يسافر إلى مناطق المملكة ويتم التصوير سنمائياً، حيث لم تكن الكاميرات التلفزيونية الرقمية الحالية موجودة، ولم تأت كاميرا التلفزيون بالشريط إلا في وقت لاحق، وأنه كثيراً ما عاد إلى تلك المناطق لأن تحميض الشريط السينمائي لم يكتب له النجاح. وبحضور وكيل إمارة منطقة عسير سليمان الجريش وجمع من الإعلاميين والجمهور، تحدث مدير محطة تلفزيون أبها فقال: نحتفل وإياكم بمرور خمسين عاما على بداية بث تلفزيون المملكة العربية السعودية لأول مرة من مدينتي الرياضوجدة عام 1385، ومحطة أبها حيث بدأت البث الملون كأول محطة سعودية في ال20 من رمضان 1397، حيث شكلت بعداً جديداً للثقافة في منطقة عسير. وقدمت فرقة الواديين بمصاحبة الشاعر عبدالله الشريف ألوانا من فلكلور المنطقة وقدمت الشهادات التقديرية لمن تقاعد وهو على رأس العمل في المحطة.