لكل زمان دولة ورجال.. سنوات مضت تجلت فيها اهتمامات دولتنا المباركة، وبكل إمكانياتها وقدراتها المالية والإدارية لتحقيق أمنيات المواطن لكي يعيش بأمن واستقرار ورفاهية، وقد تحقق الكثير في تلك المرحلة حتى أتت هذه المرحلة المتأصلة والمحصنة بقوة الله تعالى، ثم بوحدة هذا الشعب الأبي الذي عجزت كل مكائد الأعداء في تفتيت لحمته ووحدته الوطنية، والتفافه حول قيادته بعيدا عن المساواة، في ولاء منقطع النظير قل أن تجد له مثيلا. ملوك وأمراء ومحافظون تداولوا القيادة من عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- ومن بعده أبناؤه سعود، وفيصل، وخالد، وفهد، وعبدالله -رحمهم الله جميعا وجمعنا بهم في الفردوس الأعلى من الجنة- حتى هذا العهد الميمون عهد الملك سلمان وسمو ولي عهده الأمين. هذا الملك الذي اكتسب واختزل كل مراحل الدولة السعودية الثالثة، وقدم للعالم درسًا في الحزم والعزم والأنفة، حتى أصبح حديث العالم، وأصبحت بلادنا في عهده من أهم الدول الرائدة والقيادية في العالم، بل أصبحت صاحبة القرار في الكثير من المواقف الدولية الحازمة على المستوى العالمي والإسلامي والعربي، حتى أصبح الجميع يبحث عن الجنسية السعودية، لعله يكون أحد مواطني هذه البلاد الطاهرة التي شرفها الله -عز وجل- بالحرمين الشريفين. وفي الداخل حدثت نقلة نوعية كانت مفاجأة للمواطن.. بل للعالم، كان عرابها وأستاذها سمو سيدي ولي العهد من خلال رؤية 2030، التي ظن الكثير أنها لمجرد الاستهلاك الإعلامي، حتى أدرك الجميع من أرض الواقع أنها أحلام بدأت تتحقق ويلمسها الكل، بالذات فيما يتعلق بمحاربة الفساد، وفتح الحدود أمام الاقتصاد العالمي للمشاركة في النهضة الاقتصادية الحديثة، التي رُسمت تفاصيلها وخطوطها العريضة بقلمه، ومن ثم أشرك الشباب السعودي المتحفز والمبدع لصياغتهاعلى أرض الواقع على امتداد أرض الوطن. لذلك كانت تلك الهيئات المستحدثة لعموم المناطق المستهدفة في الخطة الأولى؛ ليكون لها الأولوية في تحقيق وبناء وتنفيذ تلك الإستراتيجية، وكان قد سبق كل ذلك اختيار قيادات شابة وفذة لها حضور كبير في مجال القيادة والريادة والتخطيط ومتابعة التنفيذ شخصيا. وكان من حض المنطقة الجنوبية، وبالذات منطقة عسير هو تعيين الأمير تركي بن طلال أميرا لها، حمل معه إليها كل إمكانياته الفكرية والبدنية والإدارية؛ فكان ذلك الفارس الملهم الذي جاء لها من السماء، قدر فيها مقومات النجاح، وحدد فيها مكامن الطاقات، وشخص فيها أماكن الخلل، وبحث عن الداء ثم بعد ذلك وصف لها الدواء. كانت كل توجيهات تستنطق أفواه المواطنين فرحا وسرورا، وكانت كل قراراته بلسما لكل الجروح الغائرة التي أرهقها الزمن والفساد الذي تعايش معه البعض كرها، وليس محبةً لكي لا نتهم أحداً. فترة زمنية لا تزيد على أربع سنوات، كون فيها هذا الفارس منطقة تعج بتثبيت الثوابت ومحاربة منتهزي الفرصة، تقاسم مع الجميع الرأي والمشورة، وأحياناً القرار نفسه، لذلك أحبه الجميع لحبه لهم ولصدقه وصرامته في ردع كل من تسول له نفسه العبث بأمن البلد وحقوق الناس. ولعل ما صرح به سموه الكريم في لقائه الأخير مع الإعلامي عبدلله المديفر أبلغ الأثر في بناء جسر من الحب والاحترام والتقدير ما بينه وبين مواطنيه.. وهكذا وبصراحته المعهودة وضع الجميع على الطريق الصحيح في الاستعداد للمرحلة المقبلة، التي ستكون مختلفة بكل المقاييس للوصول بمنطقة عسير للعالمية، حسب تطلعات سمو ولي العهد وقيادتنا الرشيدة. باختصار نبارك لأنفسنا ولمنطقة عسير وجود مثل سمو سيدي الأمير تركي بن طلال على رأس الهرم لبلوغ المراد في قادم الأيام -بإذن الله تعالى. حفظ الله بلادنا وقادتنا وأمتنا من كل شر ومكروه.