في منتصف العام 2017 تحدث سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله ورعاه- عبر قناة «mbc» مجيباً على سؤال داود الشريان في برنامج الثامنة حول إعفاء أحد الوزراء بسبب تجاوزاته وإساءة استخدامه للسُلطة، وهل هذا الإعفاء هو تفعيل لهيئة مكافحة الفساد؟ فأجاب سموه الكريم: «الملك سلمان -حفظه الله- مثل ما نتذكر، أحدث تغييرات في هيئة مكافحة الفساد في أول يوم تولى فيه الحُكم استشعاراً منه لأهمية دور الهيئة، وعدم رضاه عن عملها الذي كانت تقوم به، فإذا لم يكن هناك مكافحة للفساد من أعلى رأس السلطة فلن ينجح الأمر مهما عملت، أنا أؤكد لك بأنه لن ينجو أي شخص دخل في قضية فساد كائناً من كان سواء كان أميراً أو وزيراً أو أياً كان، كل من تتوفر عليه الأدلة الكافية سوف يُحاسب» وبالفعل لم تمضِ سوى أشهر قليلة حتى انطلقت حرب شرسة لا هوادة فيها على الفساد في «نوفمبر» من ذلك العام وأصبحت حديث العالم بأسره. أتذكر هذا التصريح التاريخي لسمو سيدي ولي العهد -حفظه الله- وأيّده بنصره مع كل إعلان لهيئة الرقابة ومكافحة الفساد «نزاهة» عن كشف عدد من حالات الفساد في جميع القطاعات، ثم التوجيهات الكريمة بإحالة كل المتهمين للقضاء السعودي العادل النزيه لينال كل مخطىء جزاءه، لا يملك المرء وهو يقرأ تلكم الأوامر والإجراءات إلا أن يقف احتراماً وإجلالاً لقيادتنا الرشيدة الحازمة والعازمة فعلاً لا قولاً على اجتثاث الفساد من جذوره، فكم من المشروعات التنموية التي تمسني وتمس كل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطيبة تعطّل تنفيذها أو تأخر تسليمها بسبب الفساد؟ ومن هنا ندرك أهمية التعاون مع «نزاهة» في الإبلاغ عن حالات الفساد في أي قطاع، فبقدر ما كانت عبارة سمو سيدي ولي العهد «لن ينجو أي فاسد» مقضّة لمضاجع الفاسدين وطاردة للنوم من أجفانهم بقدر ما كانت مصدر ابتهاج وتفاؤل ودافعاً قوياً للمواطن الشريف لتعقّب كل صور الفساد المالي والإداري والإبلاغ عنها، وهنا استحضر حديث معالي رئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد الأستاذ مازن الكهموس -وفقه الله- في قناة «روتانا خليجية» مع عبدالله المديفر مطلع العام 2020 عندما قال: «سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يُريد التطوير والتغيير وأحياناً تأتيه مقاطع فيديو ويأمر بالتحقيق فيها». وهذا بلا شك يوضح لنا حجم الاهتمام البالغ والمتابعة الدقيقة من سموه الكريم -رعاه الله-، وأظن بأننا جميعاً وصلتنا مقاطع فيديو لمواطنين من دول عربية مختلفة وهم يتمنون لو كان لديهم «محمد بن سلمان» ليقضي على الفساد ويحاسب الفاسدين في بلدانهم، وهذا مصدر فخر واعتزاز لنا جميعاً كسعوديين بأن يصبح سمو سيدي ولي العهد رمزاً لمحاربة الفساد.