هناك من تعتقد بأن مكانها في المبطخ فقط، غير أن المرأة السعودية كسرت هذا المفهوم عبر عملها في رمضان وخصوصا في فترات المناوبة، قاطعة بذلك لذة "اللمة" الرمضانية مفضلة تلبية نداء الميدان، فيما اعتبرت بعضهن أن العمل في رمضان "عبادة". تقول رئيسة قسم حديثي الولادة في مدينة الملك سعود الطبية الدكتورة لطيفة المحمود إن لديها مناوبات استدعائية في الشهر الفضيل، وذلك يحتم عليها البقاء في المنزل وتواجد السائق دائما في حالة استعداد مستمر، حتى إذا تم استدعاؤها تصل إلى المستشفى بسرعة دون تأخير. وتفتخر المحمود قائلة، إنه لا يهم وقت الاستدعاء إن كان وقت الإفطار أو قبله أو بعده، بل يجب عليها الذهاب في حالة حاجة أحد المرضى لها، مشيرة إلى أنه أحيانا يتم استدعاؤها من جمعة الأهل والأصدقاء والمحيطين بها، إلا أنه في نهاية المطاف فإن مهنتها مرتبطة بالاستداعاء ومرتبطة بحياة إنسان وبقائه، وعليه فإنها تترك كافة الأمور وتذهب إلى المستشفى، وتضيف أنهم كأطباء ومناوبين يعتبرون أنهم ملتزمون بأداء واجبهم الإنساني. عائشة محمد الدوسري التي تعمل ممرضة في غرفة العمليات بمدينة الملك سعود الطبية تشارك سابقتها هذا الشعور، وترى أن عملها في المناوبات المسائية يعد عبادة، وذلك لأنها تترك كل شيء وتساعد المرضى وتقول يكفيها دعاء المرضى لها أثناء مناوبتها وتمريضها لهم ووقوفها على رعايتهم. أما والدها فهو المشجع الأكبر لها كونه يقول إن عملها إنساني ويحيي فيها روح المساعدة، وإنها تحاول تعويض أهلها عن غيابها في الإفطار معهم كل عطلة نهاية الأسبوع، وتقول إن المدينة كانت توفر لهن الفطور كممرضات إلا أنها امتنعت عن ذلك وأصبح الإفطار يقدم للأطباء فقط، وذلك شكل أزمة لديهن إلا أنهن أصبحن يحضرن إفطارهن معهن من المنزل وتكوين أسرة أخرى في المستشفى والإفطار مع بعضهن بأجواء رمضانية بنفحات وروح أخوية. من جانبها، تقول جميلة أحمد الرميثاء التي تعمل في الاستقبال بأحد المستشفيات الأهلية إنها تحبذ الأجواء المنزلية في رمضان والتعبد وترك العمل بطلب إجازة خاصة، إلا أنها أحياناً تضطر للعمل حين لا يوجد بديل لها. وتبين الرميثاء أنها لا تستشعر بروحانية رمضان عندما تناوب في الفترات المسائية، مشيرة إلى أن الجمال الرمضاني بحضور الأهل والقرب من الله وذلك ما يصعب تنفيذه في المناوبة المسائية لذا فهي تفضل المناوبات الصباحية التي تجعلها قادرة على واجبات المنزل وتجهيز الإفطار.