قد يكون الأمل نقمة حين نتأمل في أشياء لن تحدث! أن نتعلق بأوهامنا حد الاقتناع وكأنها حقيقة، قد يكون هذا الأمل قاتلا، قد يغرقك بدلًا من أن يطفو بك للبر. بعض الأشياء تكون واضحة، لكننا نتمسك بها خشية منا فقد ما نتمنى، وخسارتنا في معركة ما، لكن كل شيء قدرٌ مقدرٌ بإذنه، لا يمكننا تغيير أي شيء حتى وإن تأملنا، إننا نشارك في إننا نشارك في زيادة الألم حين نتأمل شفاءه وحده، حين نخبر المريض أنه قادر وهو يصارع الطعنات والكسور !. نفعل هذا حتى نخفي الألم الأكبر الذي قد يحل علينا، لكننا في الأصل نخدع أنفسنا، إن صادق المرء الواقع وانصاع لعقلانيته سينجو من ضيق ممرات الأمل، سيتخلص من تفكيره بأملٍ سامٍ مميت. تزيد الأمور تعقيدا عند محاولتنا تصديق أمرٍ، لم يكن ولن يكون أمراً خارجا عن سيطرتنا، هذا لا ينافي التفاؤل على العكس من التفاؤل هي محاربة الأفكار الخيالية التي تصيبك بالأذى لا تعني الإيجابية، التخلي عن قواعد العالم، فما من إيجابية مطلقة، ما هي إلا حبل جميل يلتف حول أعناقنا ليقضي عليها. يمكن للواقعية أن تكون طوق نجاة نحارب به ظلماتنا وخيالاتنا، فلا يمكنك مثلًا أنت تأتي لشخص على مشارف الانتحار، وتقول له إن الدنيا جميلة! لن يؤثر هذا بشيء، هل تعلم مرة حاول إقناع نفسه بهذا ولم يستطع؟!، لأنه وهمٌ كبير، الحل الواقعي هو معالجته صحيا ونفسيا، تخليصه من الشبح الذي يسكن روحه، وليس تقييده بفكرة طالما عذبته وقهرته. هناك حالات متأخرة لا يصلح فيها التفكير الإيجابي ولا السلبي، بقدر ما يصلح فيها الحل الأمثل الأصوب الواقعي، من جميل مليء أفكارنا، بما يعيد لها رونقها الخيّر الباسم، لكن مراعاة الحالة والزمن والمكان قبل كل شيء. فليس الجميع، وليس في أي وقت أو مكان يعمل مفعول التحفيز، تقدير هذا مهمٌ كثيرا.