سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لا نحتاج للكاتب الذي يسرد جراحات الأمة ومآسيها,, ويقف! هناء الصنيع,, مؤلفة سلسلة الأفكار الدعوية ل الجزيرة
ليس المهم الوصول للهدف في يوم أو شهر,, بل الوصول بطريقة ناجحة وصحيحة
نشر الخير، والدعوة الى الله مهمة لا تختص بالرجال دون سواهم بل النساء ايضا لهن مشاركاتهن وجهودهن في هذا المجال، والمساهمة في هذا الميدان الشريف لها عدة وسائل وطرق شتى، ولكن المهم بالدرجة الاولى هو التحصيل العلمي الشرعي، والاخلاق والقدوة الحسنة,, وهاهي الاخت هناء بنت عبدالعزيز الصنيع الحاصلة على بكالريوس في قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية تدخل الحقل الدعوي من خلال الكتابة والتأليف حيث مؤلفها الجميل: سلسلة الأفكار الدعوية الذي صدر منه ثلاثة كتب هي: أفكار للداعيات، افكار للمبدعات، أفكار للمتميزات,, وكتاب آخر لم ترغب في الافصاح عنه في طريقه للظهور,, اضافة الى ذلك مساهمتها في إلقاء الدروس الدينية في مدارس تحفيظ القرآن الكريم النسائية. نترككم تقرأون تفاصيل اللقاء مع الاخت هناء الصنيع حول الكتابة والتأليف: * بعض النساء ممن وهبن القدرة على الكتابة والتأليف لا يجدن الوقت الكافي لممارسة هذه المهارة الجميلة لاسيما المتزوجات والأمهات، والكتابة كما هو معلوم تحتاج لوقت وهدوء فما رأيك في هذا الوضع؟ نعم، مما لا شك فيه ان الكتابة تحتاج لاجواء هادئة ولو نسبيا، كما تحتاج الى وقت طويل عند البعض، وقد يصعب في كثير من الأحيان توفر الهدوء التام والوقت الكافي للكتابة، خصوصا اذا كانت الكاتبة متزوجة ولها اولاد، ولكن هذه الامور يمكن تجاوزها بتعويد النفس على تذليل المصاعب مهما كانت في سبيل الوصول الى الهدف، كما انه ليس من المهم ان تصلي الى الهدف في يوم او شهر لكن المهم ان تصلي إلى هدفك بطريقة ناجحة وصحيحة، لأن الانسان احيانا قد يحقق اهدافه بينما يخسر أشياء هي اعظم وأهم من الهدف نفسه!! وإذاً المطلوب الموازنة بين دورك الاول في الحياة كزوجة وام ودورك الثاني في خدمة مجتمعك المسلم بالأنشطة المختلفة، وفي الحقيقة هناك أوقات مناسبة ومتفرقة خلال اليوم والليلة يمكن التفرغ فيها للكتابة وغيرها، كالأوقات التي ينام فيها الأولاد أو يهدأ فيها البيت، مثلا بعد صلاة الفجر ولو نصف ساعة، وفترة وجود الاولاد في المدرسة، وبعد طعام الغداء اذا كان من عادة اهل البيت النوم بعده، بعد ان ينام الاولاد في المساء ولو ساعة واحدة، فاذا صفت لك في اليوم ساعة ونصف فقد حصلت على خير وفير. * قد تشعر المرأة بأن أفكارها متقطعة بهذا الشكل ويصعب عليها تجميعها في كل مرة من جديد لان البعض يفضل ألا يزعجه أحد أبدا أثناء الكتابة؟ يجب ان تعود الكاتبة نفسها على هذا التقطع، خاصة الأم، وتحاول ألا يؤثر فيها ذلك سلبا، وألا يكون سبباً لانقطاعها عن الكتابة، لأن هذا الوضع لابد ان تتأقلم معه، والا فلن تكتب شيئا، لأنه من الصعب ان تنعزل الأم عن أولادها أوقاتاً طويلة، ومع المران على ذلك والاخلاص سيعينك الله على تجميع افكارك من جديد في كل مرة بشكل افضل من سابقه، ولكن من المهم جدا ألا تبدئي بالكتابة الا عندما تشعرين برغبة وشوق اليها فليس المهم انه تفرغي مما بين يديك في اسرع وقت، ولكن المهم ان تتقنيه ولو استغرق ذلك منك وقتا طويلا,, فالقارىء لا يشده الا جودة الكلام المكتوب، وجمال الاسلوب,, ولو قررت عزيزتي ان تتعرضي للكتابة كل يوم ساعة فهذا يعني انك ستخرجين بحصيلة سبع ساعات في الأسبوع، اعتقد انك خلال شهر ستقدمين مادة جيدة. * قاعدة مهمة يجب ألا يغفل عنها الكاتب أو الكاتبة؟ ليس المهم ان تكتب,, ولكن المهم ماذا تكتب هذه القاعدة طريق النجاح باذن الله، ومن خلالها نشعر بأنه ليس المهم ان يكون نتاج الكاتب كثيراً أو مستمراً بقدر أهمية ماذا كتب؟! هل سد ثغرة؟ هل مؤلفه تكرار ممجوج لمؤلفات أخرى أم لا؟ هل قدمت المادة المكتوبة جديدا؟ أو طورت قديما في عالم الكتب؟ هل سن سنة حسنة في التأليف والكتابة؟ هل دحض شبهة؟ هل رفع حقا ودفع ظلما؟ الخ,, هل تناول القضايا على الساحة بأسلوب افضل من سابقيه مع تقديم الحلول العلمية لها؟,, الخ، لذلك من الأفضل ان يفكر الكاتب بتمهل قبل اختيار الموضوع الذي سيتناوله وهنا يكمن سر نجاح بعض الكتيبات وتفوقها على بعض المجلدات ان هناك نخبة من الكتاب الممتازين لم نعرفهم الا من خلال بضعة كتيبات ذاع صيتها وجعل الله فيها البركة بينما فارق اصحابها الحياة، بل انك تراها توزع مجانا وتباع في المكتبات بغزارة وكأن كتابها احياء. * إذاً لماذا هذا النجاح؟ نقول بعد الاخلاص وتوفيق الله تعالى وقبوله للعمل فإنه يبارك فيه سبحانه، ثم ان الكاتب في هذه الحالة يكون ممن عرف أي القضايا بحاجة لان تطرح، فتلمّس الثغرة بيديه فقام بسدها بإتقان، لا ينقصه سلامة الاسلوب وقِس على ذلك,, كما نلاحظ ان بعض علمائنا الأفاضل قد اتبعوا هذه القاعدة، فرغم قلة نتاجهم في مجال التأليف والكتابة الا انه يمتاز بالقوة والابداع وطبعا هذه ليست دعوة مني لتقليل الانتاج ولكنها دعوة للتأمل والتفكير لاختيار الجيد وإبرازه,, فاذا جمع الكاتب بين الانتاج الجيد مع القدرة على العطاء المستمر الوفير فعليه ألا يتوقف بل يحمد الله الذي وفقه وفتح عليه ما استغلق على غيره وليعلم انه يملك سلاحا قويا ليجاهد به وانه مسؤول امام الله عن هذه النعمة فليؤد شكرها بتسخيرها في خدمة دينه وليُسعِد المسلمين بطيب حديثه. * بعض من يملكن موهبة الكتابة ربما شعرت احداهن أحيانا بأن ما تكتبه غير مهم وأن هناك من هن افضل منها ولم يمارسن الكتابة او انها تكتفي بوجود بعض الكاتبات الجيدات في الساحة على ان يقمن وحدهن بالواجب كما تخشى ان لا تتوفر فيها مواصفات الكاتب الجيد، ما تعليقك على ذلك؟ من أساليب الشيطان نعوذ بالله منه في صرف الانسان عن العمل الصالح الايحاء له بأنه لا يصلح وان ما يفعله غير مهم، ونقول يا أختي لو كان ما تكتبينه سينفع المسلمين بنسبة 15% لقلنا هذه بداية جيدة وعمل تشكرين عليه فضلا عن انك تؤجرين على النية والعمل الصالح وان لم يبلغ اثر العمل ما كنت تتوقعينه والله سبحانه كما فاوت بين عباده في القدرة على الكتابة أيضاً فاوت بينهم في جمال الأسلوب وطريقة العرض وقد يكون هذا هو سبب نجاح البعض بعد توفيق الله برغم قلة زادهم واخفاق البعض الآخر برغم تمكنهم من المادة العلمية ونحن نؤمن جيدا بأن التمكن من المادة العلمية من اسباب نجاح الكاتب لا جدال في ذلك، ولكنا نقول ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء,, لذلك يجب على الكاتبة الا تحقر نفسها بل تقدم لأمتها وتحتسب ذلك عند الله، مع الحرص على الارتقاء بالنفس دون النظر الى المخذلات التي تحيط بها والله يتكفل بها ويسعدها متى ما اخلصت النية,, اما النظر الى اعمال الآخرين ممن ترين لهم مكانة وفضلا فإن قاموا بالعمل الصالح قمت به وان تركوه تركته فهذا مزلق خطير فانتبهي لانك مكلفة تكليفاً فردياً، وتحاسبين وحدك والله يسألك عن اعمالك لا عن أعمال الآخرين فمالك ولهم؟ فقد تكون لهم اعذار يعذرهم الله بها وقد لا تملكينها أنت وقدتكون عندهم أعمال أهم شغلتهم عن الكتابة وهم مأجورون على انشغالهم بالاهم,, فلكل انسان ظروفه وأوضاعه الخاصة به كما انك مأمورة شرعا بالمسارعة الى الخيرات فلماذا لا تكونين في الخير متبوعة بدلا من ان تكوني تابعة؟ فاسبقي مع السابقين واحسني الظن بالمسلمين فالله اعلم بانشغالهم واحوالهم,, اما البراعة في الكتابة والتمكن من ادواتها فهذا يأتي بإذن الله من خلال الممارسة والمران فانما العلم بالتعلم وليس من العيب في شيء ان تستعيني بمن يساعدك على ذلك فقبل اعداد الموضوع لا بأس من الاستشارة عن اختياره والسؤال عن المراجع التي تحتاجينها وبعد الانتهاء من مرحلة الاعداد الأولية اعرضيه على أهل الخبرة قبل نشره لتعديل الاخطاء الشرعية والعلمية واللغوية ان وجدت وهذا يعينك على اكتساب المهارة مرة بعد اخرى ويزيد من ثقتك في نفسك اكثر وبمعنى أوضح استفيدي من خبرات وتجارب من حولك، ولا تعملي وحدك حتى يشتد عودك لتفادي الوقوع في أخطاء البدايات التي قد تسبب لك رد فعل انت في غنى عنه، وعموما إن كل فشل يصادفك في طريق الكتابة هو درجة تصعدينها في سلم النجاح لأن الانسان يتعلم بطريقة المحاولة والخطأ فلكي تنجحي لابد ان تحاولي والخطأ وارد ولكنه مفيد لأنك ستتجنبين الوقوع في نفس الخطأ مرة اخرى وهذا يعني نجاحك في معرفة الامور التي تؤدي الى الفشل وهذا بحد ذاته انجاز رائع. * الكاتب الناجح في نظرك؟ الكاتب الناجح هو الذي يعرض عليك افكاره بأبسط صورة وبأجمل اسلوب حتى لكأنك تشاهده وتجالسه عندما تقرأ له انه الكاتب الذي يشعرك بأنه يخاطبك بعينك وكأنه يعرف أسرار حياتك ومشاكلك الخاصة فتقرأ له وانت تتعجب من معرفته بذلك كله كأنه يعيش معك او تعيش معه انه ذلك الكاتب الذي ينجح في جعل تعبيرات وجهك تتغير مع تغير الصفحات فمرة ابتسامة ومرة مسحة حزن ومرة علامة اهتمام وتأثر,, إلخ، الكاتب الناجح بعيد عن التكلف يتناول موضوعاته بطريقة جديدة مبتكرة هي اقرب الى البساطة والواقع بحيث تتوصل من خلال كلماته الى حلول عملية للتطبيق لا مجرد حلول نظرية قد يصعب تطبيقها في كثير من الاحيان,, انه ليس ذلك الكاتب الذي يكتفي بسرد جراحات الامة ومآسيها وينتهي دوره عند ذلك وتنتهي انت من قراءة كتابه بشحنة من الاحباط,, بل هو الكاتب الذي يبعث روح التفاؤل والامل في الامة ويحفزها فلا يكاد القارىء ينتهي من كتابه الا بشحنة من الهمة العالية والرغبة في العمل هو كاتب تشعر من خلال كلماته بان كل جملة تحتاج الى تأمل وتحمل بين طياتها معاني كثيرة، انه الأسلوب الأخاذ، السلامة والبساطة، ملامسة الواقع، الحديث الايجابي، التجديد في طريقة الطرح إذاً، والعرض والمعالجة، انه الاختصار غير المخل والاختيار الموفق فليس كل ما يكتب يصلح للنشر حتى اذا فرغت من كتابه شعرت بإحساس جديد ربما اعطاك روح التفاؤل ربما جعلك تراجع حساباتك وربما اراح خاطرك من امور حيرتك ربما اعطاك مفهوماً جديداً للحياة بل ربما غير حياتك بدون مبالغة، كل ذلك يفعله الكاتب الجيد في نفس القارىء فالكتابة فن تحتاج الى فارس يمتطيها بمهارة وخفة لتبدو لنا جمالاً في جمال,, انك عندما تقرأ لذلك الكاتب الرائع تحترمه جدا لانك تشعر بأنه يحترم عقلك فهو لم يضيع وقتك بل جعلك تربح اكثر لانه سما بنفسه وكتاباته ليسمو بك فما اعظمه انه كاتب يأخذك معه داخل الكتاب ولا يجعلك تخرج منه الا في الصفحة الأخيرة وأنت تبتسم وتبحث عن مؤلف آخر له,, انهم نخبة من الكتاب الممتازين موجودون بيننا ولله الحمد وهم نجوم لا تخفى في سماء العالم الاسلامي.