فن معالجة الأخطاء @ هشام النعيم الأخطاء ممكن تقويمها لمن أنعم الله عليه بالهمة والعزيمة, وحمل نفسه على حسن الخلق بالمصارحة الصادقة والتقييم الذاتي لكل تصرفاته, فان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.. ففي بعض الأحيان قد نرتكب أخطاء في حق الآخرين.. وقد تكون من دون قصد منا ولا نصدق بأننا كنا بتلك القسوة وذلك الانفعال, ونعود بعدها لنندم على عدم قدرتنا على التحكم في أعصابنا, ونظل نبحث عن أي مبرر لنرتاح من وخز الضمير.. ولكننا لن نرتاح حتى نصلح ما أفسدناه, ولكي نبني بيننا وبين الآخرين جسورا للمحبة,علينا ان نعيد النظر في علاقتنا وندرك ان المصارحة والمعاتبة والاعتذار أمور لا بد ان نروض أنفسنا على ممارستها فلو ضاعت منا المحبة ضعنا في هذه الحياة.. فالمحبة الصادقة هي الدواء, فمن أحبه الله حبب الناس فيه. لا بد ان نجاهد في تعديل سلوكياتنا ونواجه أنفسنا بعيوبنا وما أكثرها فلا استسلام وتخاذل.. علينا ان ندربها على تعديل أي خلل في سلوكنا, فما العلم إلا بالتعلم والحلم بالتحلم والصبر بالتصبر.. فالاعتذار فن ومن أهم مقوماته الإنصاف, فليس علينا ان نحكم على غيرنا من كلمة تقال او موقف رأيناه او عبارة سمعناها.. ولا نميل الى التقييم وإصدار الأحكام قبل ان نعرف ما المقصود منها, وان نفكر في الطريقة التي يرى بها الشخص الآخر الموقف, فربما كان على صواب, وعلينا التمعن فيما يقصده وليس فيما يقوله, ولا نتردد في البدء بالمصارحة وتوضيح آرائنا وتصرفاتنا او الاستفهام والاستفسار عن أي أمر قد تضيق منه صدورنا, كما علينا ألا نسكت او نؤجل ما نشعر به من ضيق ولا نخزن ما نعانيه بل نبادر بشجاعة حتى ينكسر الجداربيننا وبين الآخرين.. فكسر الحاجز أفضل بكثير من تراكم الكراهية, وحتى نرجع الثقة مع الآخرين لا بد من الاعتراف بخطئنا, وان نوقن بأن الاعتذار لا يقلل من قيمتنا ونتحمل المسؤولية اذا كنا حقا مخطئين.. فلا نلقي اللوم على الغير او على سبب بعيد عن الموضوع الأصلي, ولا نتمسك بمبررات وأعذرا واهية, حتى لا نزيد الأمور تعقيدا, ولكي يكون العتاب ذا قيمة لا بد من استخدام العتاب الخالي من الكراهية والشماتة وبدون تجريح وانتقاء الألفاظ.. وكأننا نعاتب لنجرح وليس لنداوي, فمن الصعب توجيه لوم مباشر وعتاب قاس, خاصة أمام ملأ من الناس, ولا بد من الحرص على احترام ذات الشخص وعدم الإساءة اليه, وإلا أصبحت النصيحة والمواجهة تنفيرا وليس ترغيبا. ان النصيحة ومعالجة الأخطاء تكون بالاحترام والتقدير, فأي إنسان لا يحب ان تهان كرامته او يجرح شعوره حتى وان كان على خطأ, والاعتذار يفترض ان يكون بقلب خالص ونية سليمة ونفس طيبة, فكلمة رقيقة او مصافحة صادقة او رسالة لطيفة, كلها تحسن الوضع, ولكن لا ننسى انه في بعض المواقف قد لا ينفع الأسف, ولا بد ان يتبعه شرح او تفسير وتعليل لما حدث من سوء الفهم, فقمة الأخلاق لا تتجلى فقط بالصمت والتسامح مع المخطئ, ولكن بالعفو عند المقدرة لمن أساء لنا. فالإحسان والتخلي عن رد الإساءة يستلزم إيمانا صادقا, وهو علاج ناجح لمن أمامك في تحسين سلوكه وتقويمه بعد ذلك. قال تعالى "ولا يلقاها إلا ذو حظ عظيم". فما أجمل ان نعذر بعضنا بعضا وان نعفو عن الزلات ونستر العورات ونعلن الحسنات, وبذلك تختفي المنازعات وتتلاشى المشاكل, فالسعادة الحقيقية تكون في مشاركة الآخرين مشاركة صادقة, وتكون علاقاتنا مبنية على المحبة والصفاء والأخوة الصادقة, وبذلك تصبح جزءا منا نعيش فيه ولا يمكن ان نتنازل عنه مهما كان السبب, والرجوع الى الحق فريضة قبل ان يكون فضيلة. ان الناس مختلفون في إداركهم للشيء نفسه, ويعود ذلك لأسباب منها ثقافتهم وتعليمهم وخبراتهم وعمرهم وبيئتهم والمستوى الاجتماعي, بل حتى في حالتهم النفسية والصحية, فمن ضروريات تكوين علاقات ايجابية ان نعرف من الشخص الذي أمامنا؟ وما الأسلوب الأمثل للتعامل معه؟ @@ هشام بن عبداللطيف النعيم خطيئة الروح لطالما نتحمل.. من أجل من نحب.. لطالما نسعد حينما نلقاهم ولكم هان العناء.. وتحول الجحيم نعيما ونحن في حضرتك يا من احببناك ولكم سعدت أرواحنا بك.. حتى اننا ننسى الألم والعناء ونذكر هذه اللحظة المتألقة في مخيلتنا حين تمتعنا الحياة بالقرب ممن احببناهم ولكن سرعان ما تنطفىء هذه اللحظات القصيرة التي أضاءت لحظات في حياتنا وينتهي بريقها ويذهب دفؤها لأننا فقدنا من احببناهم.. فقدناهم لانهم لا يملكون البقاء.. او فقدونا لاننا لا نمتلك البقاء.. ونعود نشقى بعيدا عن الدفء وبعيدا عن الحقيقة.. بعيدا.. بعيدا.. وأرواحنا تدور وتدور قاطعة الأفق بحثا عن مأوى بعد ان فقدت الرفيق.. فهل كان هذا نعيما ام عذابا يا من عرفتنا الحب وعرفتنا المتعة.. وأغدقت علينا بالحنان.. أم ان ثمة شيئا عظيما آخر ضلت عن مداركنا وغابت عنه بصائرنا ونحن في دوامة الحياة.. يا إلهي لا تحرمنا بعدما اعطيتنا.. وأنت الفضل الكريم.. نبهتني صفاتك الجليلة سبحانك الى حكمة غائبة عني.. سقطت من ذاتي وأنا غارقة في الدنيا.. ثمة هذا الضوء الجميل الذي هداني اليك سبحانك والذي اودعته في نهر صفاتك العذبة.. انني اثق في رحمتك يا الله.. وأعلم انك سوف تبدلني خيرا.. جالت الروح رحاب الأرض والسماء.. حتى تفضلت على روحي وتكرمت ياالله فعلمتني كيف تلجأ اليك الروح.. كيف تنعم بالقرب وكيف تنعم بالحب وكيف تأمن.. حيث لا فراق, ولا ألم.. ولا حسرات.. انها تأمن في جوار القوي المتين.. عرفت السعادة التي ضلت عني.. ولم يكن الألم إلا سببا للبحث.. فسبحانك يا من تخلق السعادة من الألم.. وتعطي الحكمة والرحمة والحنان.. تعذبنا.. لأننا عذبنا أرواحنا.. حرمناها من حبها الأكبر.. حين هبطنا بها من حضرة منعم الروح الذي لا تهنأ الروح بدونه ولا تهنأ بغير حضرته. فأنعم علينا بالبصيرة حتى نبصر حقائقنا ونبصر طرقنا ولا نضل ولا نزل ومعنا بالحب فيك يا من خلقتنا لتمتعنا بالحب.. أتمم علينا نورك. ولا تحرمنا احسانك.. واغفر لنا زلاتنا. @@ د. سلوى أبو عرب شاعرة وطبيبة أطفال التربية والتعليم "نظرة من الداخل" ربما يجوز للمرء ان يتساءل هل من الممكن احداث تغيير جذري في مفاهيمنا التربوية وبالسرعة الخارقة لمصباح علاء الدين؟ ام الامر يحتاج المزيد من الصبر والعمل والحكمة؟ لقد قيل ان كل ما يأتي سريعا يذهب سريعا اذا فلا بأس بشيء من الاناة والروية في اتخاذ اي خطوة للامام دونما اللجوء للقفز السريع ولكن بثبات وخطوات حثيثة بدلا من الوقوف في صفوف المتفرجين لان كل مواطن يجب ان يكون جنديا صاحب هوية معروفة وواضحة في الولاء لهذا الوطن فمهما اختلفنا فاننا نتفق على وحدة الدين والوطن والولاء للقيادة الحكيمة في هذا البلد واذا كان قوس قزح يبدو رائعا فلأجل تعدد ألوان الطيف واتفاقها في تشكيل جسم واحد يتكون من عدة خطوط بألوان مختلفة وكذلك يجب ان نكون. ان العملية التربوية وكما هو معروف تتكون من عناصر يقف في المقدمة منها الطالب والمعلم، المنهج، البيئة المدرسية والمنزل كعنصر متابعة واسناد لوجستي لهذا الايقاع الرباعي لنرى نتائج ايجابية ومخرجات كفيلة بتشكيل البنية الاساسية لاي مشروع نهضوي منظور. وكما ان اي خلل او نقص في العناصر التي تقوم عليها عملية الانبات من خلال التفاعلات الحيوكيميائية من بذور وماء وتربة والجو المناسب يأتي بناتج غير مرغوب فيه فكذلك الحال بالنسبة للعملية التربوية. اذا ماذا لو وقفنا لحظات تأمل لاجراء مراجعة شاملة مع الذات بطرح بعض التساؤلات مثلا: هل هذه العناصر تحتاج الى اعادة نظر من حيث تحديد وتوزيع الادوار؟ الا ينبغي اعمال الفكر في الكثير من الاساليب والطرق التربوية؟ ما مدى استفادتنا من تكنولوجيا التعليم الحديثة ومواكبتنا للجديد منها بل وحتى القديم؟ وماذا عن الهوة بيننا وبين الاخر ولا اقصد هنا فقط الدول المتقدمة كاليابان وغرب اوروبا مثلا بل حتى دول الجوار القريب كبعض دول الخليج على الاقل في بعض الجوانب كتعليم اللغات الاجنبية؟ هل يوجد لدينا كفاءات تربوية تتناسب مع الثورة المعرفية التي يشهدها العالم والمتغيرات؟ هل لدينا مناهج علمية تتفق مع واقع الحياة الحديثة من حيث الكم والكيف ومن خلال اعتماد اسلوب التحليل والنقد البناء بدل التلقين والنسخ الضوئي المتميز! وماذا عن عنصر الابداع والابتكار ام انه مخلوق غريب كطائر البطريق لا يعيش سوى في المناطق الباردة! فماذا يستفيد الطالب في المرحلة الابتدائية او المتوسطة من حفظ مساحة جزر القمر وعدد السكان في جيبوتي؟ ولماذا لا نعتمد اسلوب التحليل واستخراج نقاط العظة والعبرة في منهج التاريخ بدل اسلوب الحفظ المجرد لارقام ميتة تشير لاحداث امست في مقابر الماضي تلفها اكفان الغموض. وماذا عن معلم اللغة العربية الذي يشرح النحو والصرف والنصوص الادبية الرائعة باللهجات المحلية! وهل يستطيع طفل في الصف الاول متوسط استيعاب أنصبة الزكاة من زكاة النقدين الى الغلات والانعام؟ هل يوجد لدينا في كل مدرسة معمل لتعليم اللغات؟ وماذا عن ترسيخ مبدأ الوطنية لدى الجميع وان الجميع لهم حقوق وعليهم واجبات مهما تنوعت مشاربهم الفكرية والمذهبية والمناطقية فالكل في دولة القانون سواء ولا فرق الا بقدر خدمتك وتفانيك في العمل الصالح لهذا الوطن الكبير وراية لا اله الا الله محمد رسول الله (صلى الله عليه واله وصحبه الكرام وسلم) والسعي الى التقريب والبعد عن كل مسببات النفور والبغضاء ودعم جميع المساعي للتعايش وسياسة الحوار في ظل القواسم المشتركة مع السمع والطاعة لولاة الامر لما فيه من حفظ لامن وسلامة البلاد والعباد. ثم ماذا عن تفعيل دور الاسرة في التوجيه والارشاد والاسناد لدور المدرسة؟ وماذا عن مبدأ الثواب والعقاب كيف واين ولماذا في ظل الخلل الواقع في التوازن بين نظرة الأجيال السابقة للمعلم ونظرة جيل اليوم؟ وهل فعلا غاب المعلم القدوة؟ وهل اصبح التعليم عمل من لا عمل له؟ وما هي امتيازات المعلم الناجح والمربي الكفء؟ كل تلك الاسئلة وغيرها الكثير الكثير تحتاج الى اجابات واضحة وموضوعية حتى نتمكن من الوقوف على خط البداية لنستطيع الانطلاق نحو آفاق مستقبل واعد وحتى نتدارك علاج ما يمكن علاجه وفق استراتيجيات واقعية مبنية على اساس احصائي وارقام ورسوم بيانية وليس من فوق بساط الريح ومصباح علاء الدين في الاحلام الوردية من نسج الخيال. @@ عبدالغني البحراني الاحساء الابتزاز الإسرائيلي @ زكي قبوري الرئيس الإسرائيلي كساب وجه دعوة للرئيس السوري بشار الأسد لزيارة إسرائيل تكون زيارة مفاوضات سلام مع الحكومة الإسرائيلية, وفي نفس الوقت يوم الاثنين الموافق 12/1/2004م تحدث رئيس الحكومة الإسرائيلية شارون امام الكنيست الإسرائيلي, وهدد بأنه لو لم يقبل الفلسطينيون بخارطة الطريق فانه سيتخذ اجراءات احادية الجانب أي من طرفه تعزز الأمن الإسرائيلي . وكل العالم يعلم انه هو الذي يرفض خارطة الطريق. الرئيس ياسر عرفات وأعضاء حكومته ما زالوا يعلنون وباستمرار بانهم مع الخارطة وما يعلنه شارون ان على السوريين إذا أرادوا ان يفاوضوا ان تبدأ مفاوضاتهم من الصفر وبدون شروط وليس كما يطلب السوريون ان تبدأ مفاوضاتهم من حيث انتهت سابقا مما يعني انه يريد كسب مساحة من الوقت والتسويف قد يكون لصالح الجدار العازل لاكتماله إذ لم يبق منه سوى أقل من ثلثه مما يجعل التفاوض المستقبلي قويا وسيعطي شعبه الحماية الزائفة والمؤقتة لحين قيام الفلسطينيين بايجاد وسائل للتعامل معه فلا يضيع حق وراءه مطالب. وقد أعلن شارون انه اذا جرت المفاوضات مع السوريين فعليهم ان ينسوا شيئا اسمه هضبة الجولان سواء بدأت المفاوضات ام لم تبدأ فالجولان إسرائيلية. اذا إسرائيل هي التي تضع الشروط وما تريده من العرب ان يكونوا بصامين وليس مفاوضين فلا يوجد شيء يفاوض عليه سوى الاعتراف المتبادل تبادل السفراء والتمثيل التجاري ويطمعون في جائزة نوبل للسلام فمناحيم بيجن ليس بأفضل من شارون. @@ زكي اسماعيل قبوري القدرات العقلية والطفولة المبكرة يسعى الأهل جميعا الى تحقيق السعادة لأطفالهم وتذليل الصعوبات من أمامهم لتيسير لهم النجاح. وأكثر ما يقلق الأهل مستقبل أطفالهم وكيف سيخططون له.. وأكثر ما يسعدهم هو نجاحهم في الدراسة, لان هذا النجاح يعتبر الخطوة الأولى على طريق تحقيق الأحلام والطموحات. ومن أجل ذلك سعى الجميع لتنمية قدرات الطفل وذكائه حتى يصل للتفوق والإبداع. وفي هذا الصدد يقول العالم الشهير واستاذ التربية في جامعة نورث ويسترن وجامعة شيكاغو (بنيامين بلوم). "إنني واثق من أن كل الناس فعلا, لديهم قدرات كامنة لعمل الأشياء, ولكن المشكلة تكمن في إيجاد الطريقة التي يمكن لنا ان نرفع بها الركام الذي يغلق تلك القدرات, وان تمكنهم من التفوق في المجالات التي يهتمون بها أكثر من غيرها".. ولكن يبقى السؤال: ما هو الذكاء.. وكيف نستطيع تطويره عند الأطفال؟ انه القدرة على اكتساب الخبرات وتحقيق التوازن بين الكائن الحي والمواقف الجديدة, وهو ما يسمى بالاستيعاب والتلاؤم وهو سرعة الفهم والاستيعاب عند سماع القول. لقد أحال الكثير من التربويين الذكاء الى الوراثة واعتبروها عاملا مهما في تحديد الذكاء.. فالأسر المتفوقة يولد لها أطفال أذكياء ومتفوقون.. والعكس صحيح.. أي ان الطفل يرث من والديه سمات جسمية واتجاهات عقلية. ويتميز الذكاء في مرحلة الطفولة المبكرة بنمو سريع, لذلك لزم الاهتمام بالطفل وتنمية ذكائه في هذه الفترة واستغلالها بكل السبل الممكنة.. فهو يستطيع الحصول على 50% من الذكاء في سن الرابعة.. ومن هنا نستطيع ان ندرك أهمية الطفولة بعامة في حياة الإنسان والسنوات الأولى بخاصة, ويتضح لنا عظيم دور الأهل في هذه الفترة الحرجة والمصيرية في حياة الإنسان حيث يكون التفكير في فترة الطفولة المبكرة ذاتيا ويدور حول نفسه, أي أن الطفل يدرك العالم من منظوره الخاص ولا يستطيع ان يأخذ وجهة نظر الآخرين في إدراكه للأشياء. وأكثر ما يظهر هذا التمركز في الرسوم.. فرسوم الطفل في هذه المرحلة تتسم بالمبالغة, فذاته هي المرجع وليس الموضوعات الخارجية لذلك يظهر في الرسوم ما يريد ان يعبر عنه فقط. وللحديث عن الذكاء في مرحلة الطفولة لا بد وان نتعرض للحديث عن الذاكرة التي يمكن ان تنمو وتتطور اذا اهتم الأهل بها وحاولوا تدريبه واستغلال قدرته الفائقة على الحفظ والتذكر بهذه المرحلة لصفاء ذهنه وسرعة نمو ذكائه. فالتعليم في الصغر أكثر رسوخا وسرعة. يقول ابن الجوزي في كتابه (صيد الخاطر) ان زمن الحفظ يبدأ من سن الخمس سنوات وحتى الخامسة عشرة (أي قبل البلوغ) فاذا بلغ الصبي تشتتت همته, لهذا كان الاهتمام بحفظ القرآن قبل البلوغ أدعى لثباته في قلب الولد. ويرى بعض السلف ان تعلم القرآن يبدأ دون سن الثالثة.. والصحيح ان القضية ترجع الى الوالدين, فدورهما عظيم حيث يمكنهما استغلال الأنسب من الأوقات ومدى اقباله لتلقينه القرآن والحديث والأدعية والأناشيد الهادئة وبعض السير للعظماء والكثير من العلوم والمعارف. وعندما ينتقل الطفل من مرحلة الطفولة المبكرة لمرحلة الطفولة المتأخرة يصبح الطفل أكثر واقعية ويميل الى حب الاطلاع والتعرف على المخترعات والاكتشافات.. وهذه الميول يجب تهيئة الجو المناسب لممارستها كأن يكون في البيت مكتبة مناسبة او جهاز حاسوب كمصدر للعديد من المعلومات والمهارات. ويجب ان يعي الأهل أن الأطفال في نفس السن قد يتفاوتون من حيث الذكاء الفطري فقد يوجد طفل ما يكون متفوقا على أقرانه في مستواه العقلي, وأشد انتباها ويقظة لما يحيط به وأكثرهم فهما في حل المشاكل, وأكثر مرونة في السلوك العملي. إلا ان نمو الطفل العقلي يتأثر بعدة عوامل كضعف الصحة وسوء التغذية والبيئة المحدودة التي لا تتوفر فيها عوامل التحفيز والتشجيع وكذلك الصدمات الانفعالية والتوتر النفسي الحاد والصراع العنيف عند الطفل, ذلك ان التوتر النفسي يعطل ظهور جزء كبير من الامكانات العقلية. ومن خلال ما تقدم يتضح لنا أهمية دور الوالدين في تنمية القدرات العقلية في مرحلة الطفولة المبكرة. @@ سحر أحمد رحمة الأحجار الكبيرة في حياتنا يدخل استاذ مادة إدارة الوقت الخمسيني قاعة المحاضرات بعد إجازة صيفية طويلة قضاها في كوخه الخشبي بين أشجار السرو على ضفاف نهر صغير. اجازة استعرض فيها حياته الماضية المليئة بالكفاح محاولا اجابة سؤال جال في نفسه. قد يتبادر للذهن ان سؤاله هو كغيره مما يرد من أفكار في خاطر من وصل سن اليأس الوظيفي أي السؤال التقليدي: (هل حققت جميع ما كنت أطمح إليه؟). حقيقة لم يكن هذا هاجسه بل كان: (هل هذا هو ما كان يجب ان اطمح اليه). وقد أدرك بالفعل بعد التأمل ان هذا ما يجب ان يسأله كل إنسان لنفسه في مرحلة مبكرة جدا من العمر فقرر ان يقوم بواجبه. في دهشة من طلابه دخل القاعة يتبعه مساعده حاملا (جردلا) تملؤه أحجار كبيرة وآخر مليئا بالماء وسلالا فيها حجارة صغيرة ورمل. أشار لتلاميذه ان كان أحدهم يظن ان كان بامكانه اضافة المزيد الى (الجردل) المليء بالاحجار الكبيرة. أجابوا بالنفي وعندها بدأ باضافة الحجارة الصغيرة فوق الكبيرة فتخلخلت من بينها حتى أفرغ السلة منها. وسأل نفس سؤاله السابق وحصل على نفس الاجابة وبدأ باضافة الرمل يتخلخل هو الآخر من بين الأحجار واعاد السؤال واعيدت الاجابة ثم اضاف الماء وهكذا كان قد أفرغ كل ما ذكر في ذات (الجردل) الذي احتوى الاحجار الكبيرة. ثم سألهم بعد ان أكد لهم انه يعي ما يفعل فقد تعالت الهمهمات بين الطلاب (ماذا أراد ان يقول من خلال هذا المثال؟). وكانت الاجابة المتوقعة.لما كانت المادة هي إدارة الوقت فقد أجاب حذاق طلابه بانه أراد ان يقول انه بترتيب الاولويات في العمل يمكن ان نفعل الكثير في القليل من الوقت. ابتسم الاستاذ اذ لا يسعده عادة أكثر من الحصول على الاجابات المتوقعة ورد بالنفي وقال (بل أردت منكم ان تروا أنني لو لم أضع الأحجار الكبيرة اولا لما كنت قادرا ان اضعها أبدا. وكذلك هي اهدافنا في الحياة اذا لم نحدد الأولى منها والأهم في مرحلة مبكرة بشكل كاف فقد نكتشف يوما اننا اضعنا حياتنا في سبيل تحقيق أهداف ثانوية بل وقد تكون تافهة جدا). قد يقضي الإنسان عمره كله في سبيل الحصول على منصب او شهادة ويهمل في سبيل ذلك اسرته او صحته او حتى مثلا تجارته وبعد ان يصل الى تحقيق الحلم يكتشف ان هذا الحلم وهذا الهدف كان يجب ان يكون في مذيلة قائمة طويلة من الأهداف. بيت جميل لا بأس به من هدف لو لم يقدم على أسرة تسكنه يسودها الحب والرضا. أليست الجنة ورضا الأبوين والأسرة السعيدة وخدمة الوطن والمجتمع وحب الناس هي أهداف تستحق ان تكون الأحجار الكبيرة في حياتنا؟ لا اعتقد اننا بحاجة الى عطلة طويلة في كوخ خشبي بين الغابات والأنهار للاجابة على هذا السؤال. @@ م. ممدوح محمد بن شمسه طموح وألم طالما حلمت بالنجاح وبدأت اشق طريقه في حياتي، في البداية صار كل شي على ما يرام، كنت اناظر النجوم في السماء التي اصبحت احلامي تطاولها.. رسمت في مخيلتي حياة ملؤها النجاح والامل زاولت ايامي طريقا لهدة الاحلام. انهيت دراستي الثانوية التي احسست بعدها اني قد وصلت الى نهاية العالم لربما كان ذلك في تفكيري الذي كان محدودا آنذاك، تسارعت الاحداث ومن ثم انتقلت الى مرحلة الدراسة الجامعية نافذة اطلت بي الى العالم الذي كنت أجهله ومن هنا بدأت قصتي.. اشرقت الشمس معلنة يوما جديدا بدا كل شيء ساكنا طبيعيا ككل يوم ولكن، (الله يستر) كلمة رددتها منذ استيقظت من النوم انه اول يوم لي في الكلية مشاعر مختلطة.. ربما كانت فرحا أو خوف او ربما لم احس بشيء كانت الاوضاع هناك غير مستتبة بالنسبة لي.. في صالة الكلية. لزمت الصمت ،عيناي حائرتان ترقبان هنا وهناك.. ارتسمت على ملامحي علامة تعجب! كان كل شي بالنسبة لي غريبا لم اعتد على تلك الاشكال والمناظر ولكن كل هذا لم يكن اهتمامي.. مرت اللحظات استقررت بعدها في مقعدي امام شاشة المحاضرة استمعت بهدوء الى اول محاضرة لي في الكلية ومرت الساعات وبعد يوم متعب.. هأ انذا اعود الى المنزل وانا صامته ربما اثار الدهشة!! لم تفارق ملامح وجهي، كل ما صادفته في ذلك اليوم كان يدعو الى ذلك.. سارت ايامي على هذا النحو روتين مستمر.. فعندما اكون في الكلية اشتاق الى كل شيء في منزلنا المتواضع فالغريب يشتاق الى دياره ولو كانت خرابا وعندما اعود للمنزل.. ابدأ بالتفكير في الغد.. هكذا سارت حياتي.. هناك بدا لي كل شيء مختلفا ايقنت ان الحياة ليست بالسهولة التي كنت اتصورها.. لطالما احسست وانا في قاعة المحاضرة ومع نفسي.. ترددت هذه الكلمات في خاطري.. (مكاني ليس هنا) نعم ايقنت ان طموحي لن يتحقق في هذا المكان.. وسفينة احلامي ليس هنا ميناؤها!! حاولت ان اكذب على نفسي بانه مجرد احساس لاغير.. ولكن مع الايام لم يعد هذا مجرد احساس بل اصبحت لا أطيق وجودي في هذا المكان بدأت أبحث عن المكان الذي اشعر فيه بالراحة فاحساس المعاناة الذي شعرت به لم يجعل لتفكيري مجالا لافكر بشيء سوى راحتي. ربما كنت ابالغ بلفظة (معاناة). ان صح التعبير ولكنه اصدق احساس عايشته في تلك الايام.. بعد تفكير عميق وصمت أياما ايام لابد من اتخاذ القرار ربما كان بداية فشل!! ولكن ما دام الامل في نفسي مازال حيا ربما كان بداية النجاح. @@ مروة محمد الدوادي كالمرآة لا يخلو من حقيقة صديقي أيها القلم ليس إلاك ياقلم صديقي في زمن تعز فيه الصداقة ليس إلاك ياقلم: تدخل الى ذاكرتي لتتغلغل في قاعها بلا استئذان وتستخرج أفكار او معاناة فيترجمها مدادك العبق الى كلمات.. ليس إلاك: ياأنين الماضي وحلم المستقبل. رائع وأنت ترتجف بين اصابعي كزنبقة يداعبها طفل صغير. قلمي: كالمرآة لا يمكن ان يخلو من حقيقة يظهرها على صفحاته. فإما ان يرسم صورا من صخب الدنيا وشوائبها. وإما ان يشرق بالتفاؤل بعضا من مظاهر الدنيا. يسبح القلم حرا في فضاء ثلجي لينسج مملكة دفء تتربع عليها الخيالات. قلمي تطل على نوافذ أفكاري بحرية منتشلا المعاني مسطرا إياها في بجره, كما يشاء في الوقت الذي يشاء الى المدى الذي يشاء. حين تعانقك أناملي يعتريني سحرك ويأخذ كل أسراري لينثرها مدادك لوحات جلية معبرة عما يكنه خاطري. ألا تتعب؟! وأنت تقطع السطور وتتراقص بين الصفحات باحثا عن حكايا لترويها. لتقرأها أعيننا بعد طول انتظار. تنتهج كل المنافذ والسبل كي تدخل العقول فتحاكيها بما تحب وتستهوي. وليس ذلك إلا نثارا من در ما تخفيه عجائبك. عذب أنت: حين تسمح لكلمات الحب, البراءة, الجمال ان تتسلل وتستقر في ثنايا الكلام. حين يتم لقاؤنا تقفز فرحا تجري بخطى مسرعة غير آبهة. لان وميض السعادة ينتظر في نهاية كل سطر ليحملك الى سطر بعده. ما رأيت ألفة أحن منك على قلبي وابعث لمشاعر الهدوء في أعماقي من الألفة التي تلتف بك في دنياك وتخطها بكتب وحكايا. بل ما رأيت أروع من سحر آسر أخاذ تغلب على ظلمات الكآبة وأشرق دياجير الكون. قلمي: محرري من كل الخفايا من وشوشات تهمسها تساؤلات الأيام. وعدا: لن أتجاوز دنياك التي هي الملاذ هي الثقافة والإطلاع. لن اجد مانا إلا معك وعد لن اتركك على طاولتي ولن أدع غبار الزمن يشهد على مدادك الباكي من جفاء الأنامل. سأفتش عنك لو ابتعدت عني في كتب العباقرة من شعراء ومثقفين في مآثر الزمن سأجدك. وسأقرأ وأقرأ كل ما يخطه رأسك الى ان اشعر بالذبول يداعب أجفاني إثر مسيرة طويلة معك فأسلم عيني للسبات. لترافق أحلامي بأفكار جديدة ورؤيا جديدة ويأتي صريفك يوقظني ويوقد كل ما يمور في داخلي من مشاعر وأفكار. @@ فاديا كامل الاحساء اللحظات الدافئة كم هو جميل ان يتذكر الإنسان الأوقات السعيدة في حياته.. تلك اللحظات الدافئة التي ما ان تخطر بباله حتى تلوح على محياه سعادة غامرة وتعلو ثغره ابتسامة مشرقة وتسمع منه تنهيدة شوق ومحبة.. وكأنها زورق يبحر به في عباب نهر جميل هادىء تحيط به اشجار غناء كإحاطة السوار بالمعصم.. ويسمع فيه أصوات خرير المياه وتغريد العصافير.. فتراه يقلب عينيه هنا وهناك.. متأملا جمال ما يرى. وكم هو جميل ان تكون تلك اللحظات محطات قد شارك فيها الإنسان من يحب.. يشاركه فيها أحلامه وأمنياته وكلامه وحتى أنفاسه. وكم هو جميل.. حين نشارك الآخرين ممن هم حولنا أفراحهم وأحزانهم ونتقاسم معهم عناء هذه الحياة التي نعيشها.. قد لا يلقى البعض منا بالا لروحانية تلك الأوقات الجميلة.. ولكنه عندما يستشعر دفئها ويرى قوي أثرها على النفس البشرية فانه ولا محالة سيسلم بها ويعترف بمكانها.. تلك المشاعر الصادقة ليست سلعة رخيصة تباع وتشرى.. قد يقول البعض ان في ذلك مبالغة.. وما أجملها من مبالغة اذا عرفنا جميعا معنى تلك المشاعر وما لها من أثر في النفوس وجعلناها شعارنا في هذه الحياة. وقفة: ما أجمل ان يشارك الإنسان من حوله بكل شيء فذلك خير من ان يعيش لنفسه.. @@ طلال العبدالله الزويدي