إن التفكير الايجابي أداة قيّمة، تساعدك على تجاوز المعوقات وتحقيق أهداف جديدة، فالتفاؤل والنظر إلى الجوانب المشرقة له مزايا عديدة. وقد اكتشفت بعض الدراسات أن الاشخاص المتفائلين يتمتعون بحياة زوجية سعيدة وصحة جسدية جيدة، ويتقاضون رواتب مرتفعة. لكن، هناك مفاهيم خاطئة حول حقيقة هذه المزايا. إليكم الأفكار الآتية، بحسب مجلة "فوربس" لهذا الشهر: لا يتعلق التفكير الإيجابي بتكوين تصورات غير واقعية: يخطئ البعض أحياناً ويعتقدون أن الإيجابية تشتمل على التخيل. إن هؤلاء يضفون صفة الرومانسية على مستقبلهم بالقول: "سأركز على النواحي الإيجابية للأمور عندما أخفف من وزني، وسأحصل على عدد أكبر من الأصدقاء، وسأتقاضى مزيداً من المال، وسأكون قادراً على لقاء شريك حياتي الذي أحلم به." غير أن التفاؤل بهذه الطريقة قد يكون مدمراً للذات، لاسيما عندما يكوّن المرء توقعات غير واقعية، وهذا له تأثير مشابه للتشاؤم والتركيز على الأفكار السلبية، فهو يجلب لنا خيبة الأمل حين يفاجئنا الواقع بنتائجه المغايرة. ويقترح أحد البحوث أن الإفراط في التفكير الإيجابي حول فرصك في النجاح، قد يقلل من درجة تحفيزك لتحقيق أهدافك. كما وجدت بعض الدراسات أن التخيلات الإيجابية حول المستقبل ينبئ بإنجازات قليلة؛ فعندما يتخيل الشخص مستقبلاً مثالياً يفتقد في الحقيقة إلى الدافع اللازم لتحويل تخيلاته إلى واقع. لا يتمتع التفكير الإيجابي بقدرات سحرية : قد يعتقد البعض أن التفكير الإيجابي له قدرات خارقة، وأنه يكفي لتحقيق ما نرغب به باستخدام قوة العقل فقط. لكنه في واقع الأمر لا يحقق شيئاً وحده، إذ لن يجلب لك الثروة أو يمنع تعرضك للمآسي. وعندما يقول أحدهم أن مقابلة العمل لم تجرِ على ما يرام، يخبره الآخرون بأن تفكيره لو كان إيجابياً لأثر على قرار صاحب العمل. وهذا لا يعني التوقف عن النظر إلى الجانب المشرق من الأمور، بل يدعونا إلى ألا نغرق في الأوهام فقط، فالمثالية لا تمنع حدوث المشكلات. التفاؤل ليس بديلاً عن الفعل الإيجابي: يعتقد العديد من الأشخاص في عالم الأعمال أن التفكير الإيجابي هو القوة الدافعة التي تؤدي إلى التغيير الإيجابي. فقد يقول صاحب العمل مثلاً: "سأفكر متفائلاً بشأن عائداتنا للربع ال2 من هذا العام." أو قد يقول أحد موظفي المبيعات: "يجب علي فقط أن أخبر نفسي بأن الأمور سوف تتحسن." إن قرر هؤلاء التوقف عن دمج التفاؤل مع ضرورة الفعل الإيجابي، فلن يروا أي نتائج مرضية؛ فالثقة الزائدة بالنفس مضرّة، كالتفاؤل والمغالاة في التقدير لتحقيق الأهداف، مما قد يمنعك من اتخاذ الخطوات الضرورية لصناعة النجاح. تكوين فكرة إيجابية عن العالم، لكن واقعية: من المؤكد أن التفاؤل مفيد، شرط حدوث توازن بين التفكير الإيجابي وبين خداع النفس طواعية، والاعتقاد بأن كل شيء سيكون مثالياً. وفي ما يلي بعض الاستراتيجيات التي تساعدك في تكوين نظرة واقعية ومتفائلة: - لا تقلل من شأن الجهود الضرورية لتحقيق النجاح: فالتفكير الإيجابي لا يعني تجاهل ضرورة العمل الجاد لتحقيق الأهداف. وبدلاً من قول:" سأصبح الأفضل" حاول أن تقول: سأعمل جاهداً لأحقق ما بوسعي." - توقع التحديات التي قد تواجهها خلال مسيرتك: إن الاعتقاد بأنه لن تعترض طريقك أي صعوبات، قد يجعلك تتغاضى عن واقع الحال، فأنت لن تحقق ما تصبو إليه ما لم تواجه ما يعترض طريقك، لذلك اعترف بالتحديات التي قد تواجهها، وتقبل فكرة الفشل مرات عدة قبل تحقيق النجاح. - قرر الاحتفاظ بموقف إيجابي بغض النظر عن النتائج: فبدلاً من القول: "سأفوز" ذكر نفسك بأنه يمكنك التفكير بإيجابية مع غض النظر عن النتيجة سواء أفزت أم لا. وخذ بالحسبان جميع الأمور التي يجب أن تكون ممتناً لها في الوقت الحالي. إن التفكير بهذه الطريقة مجرد أداة من بين أدوات أخرى تساعدك على تحقيق أهدافك، لكن إن اعتمدت في ذلك على التخيل فقط، فإن النتيجة ستكون مخيبة للآمال. لذلك، اجمع بين التفاؤل والفعل الإيجابي لتحصل على نتائج إيجابية.