أعلن مدير فرع جمعية الثقافة والفنون في أبها أحمد السروي عن تبني الفرع لمشروع تكريم الرواد من المبدعين في المنطقة، مؤكدا البدء في تكريم اثنين منهم خلال الشهرين المقبلين ضمن أنشطتها الثقافية. وأوضح الشاعر أحمد مطاعن خلال المسامرة الرمضانية التي نظمها فرع جمعية الثقافة والفنون بأبها أول من أمس بعنوان "رمضان في الذاكرة" ضمن برنامجه الثقافي لهذا العام وضمت إلى جواره الشاعر علي حسن الشهراني، وأدارها الكاتب علي القاسمي أنه متفائل بما يقدمه الشباب من إبداعات، إضافة إلى مقدرتهم على مواكبة المتغيرات التقنية والتطورات العلمية، نافيا أن يكون جيله من الرواد في انتظار أي دعم من المؤسسات الثقافية، مؤكدا أنهم شقوا طريق الإبداع حين كانت الحياة محفوفة بالمصاعب والعقبات. وقال في رده على سؤال ل"الوطن" حول دور المؤسسات الثقافية تجاه الأدباء والمبدعين الرواد بالنظر إلى ما يواجههم من تقدم في العمر وضيق ذات اليد أو المرض أحيانا: نحن جيل بنى نفسه واجتهد في طلب العلم والقراءة الجادة وتلمس دروب الإبداع، مضيفا أنه وأقرانه قد قدموا ما استطاعوا تقديمه، وأنه يعتز كثيرا بمن يراهم من الجيل الشاب من المبدعين في شتى الفنون. وكانت المسامرة قد استهلت بمقدمة عن رمضان بين زمنين استعرض فيها مدير المسامرة ما تختزنه الذاكرة من حكايات عن رمضان خاصة في نفوس الرواد من المبدعين الذين ترتسم في صفحاتهم ملامح الزمن الجميل. وحول ذلك، تحدث الشاعر علي الشهراني عن ابتهاج الناس في قريته "تمنية" بحلول الشهر الكريم على الرغم من شظف العيش وصعوبة الحصول على الطعام، لافتا إلى قيمة التعاون التي كانت تصبغ حياتهم فما أن يروا محتاجا إلى العون سواء في إكمال بناء بيته أو حصاد مزرعته حتى يتنادوا متكاتفين ومقدمين ما أمكنهم من مساعدة قبل حلول الشهر. وأردف أنه في عام 1373 كان يعمل معاون بنّاء في مدينة أبها، وأنه حين سمع إعلان دخول الشهر في إذاعة نادرة آنذاك قررالعودة إلى قريته حيث يخبر كل قرية يمر بها بدخول الشهر فما يكون منهم إلا إطلاق النار من بنادقهم فرحة وسرورا، مشيرا إلى أنهم في ذلك الحين صاموا أول يوم من رمضان عند الظهر بعد وصول الخبر. وعن أثر الذكريات، بيّن الشاعر أحمد مطاعن أنها الناحت الأصيل في صخرة النفس - على حد تعبيره - وأنها مهما كانت مرة فهو لا يتذكر إلا حلاوتها، مبديا حبه لرمضان الذي يراه روح التجديد في حياة المجتمع المسلم دينيا وثقافيا واجتماعيا وأنه شهر لا يهرم فهو معين متدفق بالروحانية والجمال. وعن وسائل التبليغ بدخول الشهر أشار إلى أنه مع تأكد دخول الشهر يرتقي رجل أحد الجبال المطلة على القرى ثم ينادي بأعلى صوته أن صوموا قد حل رمضان فيستبشر الجميع ويهنئون بعضهم بعضا ويعقدون الصيام. فيما تحدث مطاعن عن مظاهر العيد قديما حيث تنظم الاحتفالات ويستعد الناس للتزاور، راصدا - في معرض حديثه - قيما اجتماعية حيث يلزم المتخاصمون بزيارة بعضهم والتسامح وإزالة كدر سنة فائتة أدت إلى القطيعة فيما بينهم. من جهته، لفت الشهراني إلى عدة ألعاب شعبية كانت تمارس في ليالي عيد الفطر المبارك كالعرضة والجارّة وغيرهما. عقب ذلك، أتاح مدير المسامرة الوقت للمداخلات، حيث أثنى حسين هبيش على مبادرة الجمعية بتنظيم هذه الأمسية لرواد المنطقة من الأدباء والفاعلين لردم الهوة بينهم وبين الجيل الشاب المتطلع إلى تجربتهم الثرية، مضيفا أن الحياة الاجتماعية وترابط أفراد القرية أو المدينة كانت أقوى مما هي عليه الآن. فيما أجاب الشهراني عن سؤال يتعلق بملمح الطرفة والفكاهة في شعره أنه تأثر بشاعر رافقه أثناء دراسته في الرياض يدعى عبدالله أبوالخيال وكان شاعرا ظريفا له العديد من القصائد، وأن أستاذه آنذاك حسن جاد قد بارك منهجه هذا وشجعه عليه. إلى ذلك، أشار أحمد نيازي إلى أهمية إحياء ذكرى رموز إبداعية من منطقة عسير لم يحظوا بالأضواء، وأن على الأدباء الشباب أن يستلهموا سيرهم في نتاجهم الإبداعي والروائي على وجه الخصوص. وقال رئيس أدبي أبها الدكتور أحمد آل فائع: إن هذه الليلة هي ليلة الوفاء حيث طوف بنا الأديبان في أجواء حميمة ذكرتنا بحياة الآباء والأجداد بكل ما تحمله من صفاء وجمال وصدق.