في أكتوبر من كل عام نرى الشرائط الوردية في كل مكان، واللبس الوردي، معبراً عن التوعية بسرطان الثدي كما يعلم معظمنا، ولكن لماذا اللون الوردي تحديداً، ولماذا شهر أكتوبر بالذات؟ استخدام الشرائط هو تعبير عن التضامن مع قضية معينة أو مرض معين، الأشرطة تاريخياً أيضاً استخدمت عسكرياً، فالشريط الأصفر مثلاً كان يُستخدم في الولاياتالمتحدةالأمريكية للتعبير عن أن أحد أفراد الأسرة في الخدمة العسكرية. وتختلف ألوان الأشرطة حسب الغرض الذي تعبر عنه مثلاً الشريط الأحمر يدل على التضامن مع مرضى الإيدز. ظهر الشريط الوردي لأول مرة عام 1991 حيث وزعت مؤسسة سوزان كومان وهي أشهر مؤسسة في مكافحة سرطان الثدي، أشرطة وردية على الناجيات من سرطان الثدي، واعتمد الشريط كرمز للتوعية بسرطان الثدي منذ عام 1992، وتم اشتقاقه من اللون الأحمر المخصص لمرض الإيدز. كذلك هناك شرائط زرقاء مختلطة باللون الوردي ويعبر عن سرطان الثدي عند الرجال، ولكنه قليل الاستخدام لأن معدل سرطان الثدي لدى الرجال قليل فهو بنسبة %1. المرأة الأشهر التي أصيبت بسرطان الثدي كانت عام 1974 عندما أعلنت السيدة الأولى بأمريكا «آن بلومر وارن» أو «بيتى فورد» زوجه جيرالد فورد الرئيس رقم 38 للولايات المتحدة، إصابتها بسرطان الثدى، مؤكدة للعالم أنها لن تستلم لهذه الإصابة وأنها ستخضع لاستئصال الثدى لإزالة الورم، وبالفعل خضعت لتلك الجراحة، وشجع هذا القرار ملايين النساء للاعتراف بهذا المرض وبدء تلقي العلاج، ودفع أخريات لزيارة العيادات للكشف لاستبعاد وجود ذات المرض لديهن. بيتي فورد ألهمت كثيرات ممن أصابهن المرض لأنها شاركت قصتها الأخريات ولم تعان في صمت. وبدأت التوعية بسرطان الثدي في أكتوبر 1985، عندما شكلت الجمعية الأمريكية للسرطان وقسم الأدوية في الصناعات الكيميائية الإمبراطورية شراكة، ودعمت منظمة الصحة العالمية الفكرة لتطبيقها في أنحاء العالم كافة على اعتبار أن سرطان الثدي يعد السرطان الأكثر شيوعاً بين النساء، وبدأ العمل بتطبيق ذلك عالمياً في عام 2006 وظل أكتوبر هو الشهر الوردي لرفع مستوى الوعي لدى النساء بشأن سرطان الثدي، بعمل الفحوصات الدورية للتشخيص المبكر، فالتشخيص المبكر يسهم في الشفاء من المرض بنسبة %98، وفي هذا الشهر تعقد الندوات وورشات العمل، وتنشر قصص المتعافيات لإلهام الأخريات ودعمهن وإعطائهن الأمل. بعض النساء يقلقن بشأن تصوير الماموجرام وخطر التعرض للأشعة، لذلك تجدهن يترددن في عمل التصوير الإشعاعي للثدي أو الماموجرام، ولكن ضرر عدم التشخيص المبكر أكبر بكثير من نسبة الإشعاع، حيث إنه لا يتضمن تصوير الثدي بالأجهزة الحديثة سوى كمية صغيرة من الإشعاع حتى أنها أقل من الأشعة السينية العادية للصدر. التشخيص المبكر لسرطان الثدي يقلل من خطر الوفاة من المرض بنسبة 25-%30 أو أكثر، ويجب أن تبدأ النساء في إجراء التصوير للثدي سنويا في سن الأربعين، أو في وقت أبكر إذا كانت هناك عوامل خطورة أخرى، مثل وجود سرطان الثدي في التاريخ العائلي. لكل حواء بلغت من العمر أربعين ربيعاً أقول: لا تخافي فالتصوير الإشعاعي للثدي (الماموجرام) هو إجراء سريع (نحو 20 دقيقة)، أكثر ما يمكن أن تشعري به أثناء الإجراء هو قليل من الألم أو عدم الارتياح، خذي القرار واطمئني.