وصلت إلى مطار المزة العسكري في دمشق في الساعة الثالثة والنصف من عصر أمس طائرتان تابعتان للخطوط الجوية الإيرانية من نوغ بوينج الأميركية تقلان 600 جندي إيراني بعتادهم وأسلحتهم للمشاركة في معركة حلب، حيث كانت بانتظارهم سيارات نقل عسكرية تابعة للجيش السوري. وبينت مصادر في المعارضة السورية ل"الوطن" أن ضابطا قام بتصوير عملية الهبوط وإنزال الجنود من الطائرات، مشيرا إلى أن الحرس الثوري الإيراني يستخدم الخطوط الجوية الإيرانية وطيران ياس الإيراني في تهريب الأسلحة إلى سورية للالتفاف على العقوبات الدولية مما مكنه من إيصال عناصر من الحرس الثوري من لبنان وعناصر مليشيا من العراق تابعين لفصائل مختلفة منها حزب الدعوة وجيش الصدر وعناصر من الجيش وفيلق مكة ومن إيران ونقل أسلحة وتقنيات تعقب للاتصالات. وعلمت "الوطن" أن الخطوط الجوية الإيرانية حصلت على الطائرات الأميركية الصنع بمساعدة من قبل شركة دهانات بدولة خليجية. وفي سياق متصل أكد عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري منهل باريش أن العشرات من المقاتلين وصلوا من سراقب وعدد من المدن والقرى لدعم عمليات الثوار في حلب. وقال في حديث ل"الوطن" أمس "هذا تحد كبير بالنسبة للجيش الحر فهو في حرب حقيقية منذ أيام ضد كامل قوة الجيش السوري وقوى الأمن وقد حشدت قوات بشار الأسد لهذه المعركة 1400 دبابة ومدرعة وراجمات صواريخ ومدافع ثقيلة وعشرات الآلاف من الجنود بما فيهم الفرقة الرابعة للحرس الجمهوري والطيران الحربي الذي يقصف دون توقف بطائرات ميج وسوخوي إضافة إلى المروحيات القتالية الروسية الحديثة وهو ما سنواجهه ببنادقنا وقذائف "آر بي جي". وطالب باريش الحكومتين الأردنية والتركية بتخفيف الضغوط عن عناصر المعارضة والجيش الحر. وقال إن منع السلطات الأمنية الأردنية امتلاك الضباط السوريين المنشقين لأجهزة كمبيوتر يمنعهم من المساهمة في تقديم خبراتهم العسكرية لزملائهم من المقاتلين في الجبهات التي تواجه قوات عسكرية تابعة لنظام الأسد، مشدداً على تقدير القوى الثورية للدور الكبير والتضحيات التي قدمتها كل من حكومتي الأردن وتركيا لدعم الثورة منذ اليوم الأول. وأضاف أن هذه المرحلة حاسمة في الصراع ما يتطلب مزيدا من التفهم لاحتياجات القوى العاملة في المعارضة والجيش الحر في تركيا والأردن". وشهدت حلب أمس معارك عنيفة بينما حاول المسلحون الاستيلاء على مبنى التلفزيون الحكومي في المدينة قبل أن يتم صدهم. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات عنيفة تدور بين المسلحين في حيي صلاح الدين وسيف الدولة الواقعين غرب المدينة ويسيطر عليهما الثور. وفي دمشق، تعرض حي التضامن لقصف عنيف من قبل القوات السورية. وأفادت تقارير إعلامية بأن الأممالمتحدة قامت بتقليص عدد المراقبين الدوليين التابعين لها بشكل واضح في حلب بسبب انهيار شبكة الهاتف المحمول في المدينة. إلى ذلك أكد مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن شهر يوليو كان "الأكثر دموية" في سورية منذ بداية الانتفاضة منتصف مارس 2011. وقال إن أكثر من 4239 شخصا قتلوا في شهر يوليو. من جانب آخر تم اختطاف 48 من الزوار الإيرانيين كانوا في حافلة في العاصمة السورية على ما صرح قنصل السفارة الإيرانية في دمشق للتلفزيون الإيراني.