بدا المسجد الحرام وعلى ارتفاع 3000 قدم كلوحة بانورامية مرصعة بالألماس، مزجت بجموع من المصلين وهم يؤدون صلاة التراويح وسط روحانية المكان والزمان فمن خلال المنظر الجوي للعاصمة تشاهد الحرم المكي عقدا من تحيط به منازل أهل مكة كأنها فوانيس. رصدت «عكاظ» نبض مكةالمكرمة والمنطقة المركزية خلال رحلتين قبل الإفطار و أثناء صلاة التراويح على متن طائرة طيران الدفاع المدني من طراز (S-92) الجديدة والتي تعد من أحدث الطائرات العمودية في العالم. انطلقت الطائرة بالرحلة الأولى الساعة الرابعة عصرا من قاعدة الطيران المدني في حي العوالي، حيث استمرت الرحلة زهاء الساعة الكاملة تم خلالها رصد حركة توجه الصائمين إلى المسجد الحرام وانسيابية الحركة في المنطقة المركزية، حيث يصل الصائمون إلى الحرم بمجموعات صغيرة. الرحلة الثانية انطلقت من نفس المكان باختلاف الزمان الذي كان عند الساعة العاشرة أثناء أداء المصلين لصلاة التراويح، حيث إن المنظر على ارتفاع 3000 قدم أشبه بالخيال فمن هذا العلو يمكن رصد جميع الطرق وتحديد المناطق الحرجة للدخول والخروج للحرم، حيث كانت أغلب الطرق المؤدية للحرم في المنطقة المركزية هيأت للمشاة بينما كانت هناك بعض المواقع التي تشهد كثافة للمركبات. ساعة مكة التي تقف شامخة كأطول ساعة في العالم بدت كذلك جوا، حيث يتعجب لمشاهدتها من يقف على الأرض أو في الجو فهذا المشروع الضخم أصبح علامة فارقة بعد المسجد الحرام في مكةالمكرمة، حيث منظر الساعة مع المسجد الحرام أشبه برسمة يعجز عمالقة الرسامين عن طباعتها. خلال طيران الطائرة على المسجد الحرام ظل أشعاع ليزر يدوي يوجهه أحد الأشخاص من أحياء مكة يلاحق الطائرة في كل مرة تمر من فوق الحي الذي يسكنه، حيث أن الإشعاع يصل إلى الطائرة التي تبعد 3000 قدم عن سطح الأرض. قائدي الطائرتين اللتان أقلتا «عكاظ» كانا متعاونان بشكل كبير جدا مع المصور في الارتفاع واختيار زواية التصوير. وأوضح اللواء محمد بن عيد الحربي قائد طيران الدفاع المدني، الحقيقة أن الطائرات الحديثة في أسطول طيران الدفاع المدني، والتي وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين لخدمة قاصدي وزوار بيت الله الحرام مجهزة بأحدث الأجهزة لتنفيذ كافة المهمات والعمليات المطلوبة أيا كان نوعها، مع إمكانية تجهيز كل طائرة بما يلزم لأداء مهمات بعينها وعلى سبيل المثال، تجهيز الطائرات بجردل الإطفاء سعة 650 جالون لمكافحة الحرائق، أو تجهيزها بونش للإنقاذ أو كافة التجهيزات الطبية لأداء المهمات الإسعافية مثل أجهزة الإنعاش الرئوي والتنفس الصناعي وتخطيط القلب وجهاز الصدمات الكهربائية، بل وتم أخيراً تأمين حاضنات لحديثي الولادة ضمن التجهيزات الطبية للطائرات الخاصة، بتقديم الخدمات الإسعافية.