أكد قائد قوة أمن الحرم المكي الشريف العميد يحيى الزهراني، انحسار ظاهرة النشل داخل الحرم الشريف، وأنه لم يعد ظاهرة مقلقة، مطالبا بالتفريق بين النشل والفقدان. وقال الزهراني ل"الوطن"، إن هناك حالات لسقوط حاجيات بعض المعتمرين والزوار بسبب الكثافة الكبيرة، مضيفا: "يتم العثور عليها في مكتب المفقودات، والاتصال على أصحابها إذا كانت هناك أرقام هواتفهم"، لافتا إلى أنه تمت إعادة العديد من المبالغ المالية والجوالات لأصحابها خلال الأيام الماضية. وأكد أن هناك عددا كبيرا من الفرق السرية تنتشر في المواقع ذات الكثافة الكبيرة داخل الحرم الشريف مثل الملتزم والحجر وحول الحجر الأسود لمتابعة من يسعون لممارسة عمليات النشل. وبين أن هناك عددا من الموظفات السريات لمتابعة النشالات اللاتي يسعين لاستغلال وجود أعداد كبيرة من النساء لممارسة النشل وجمع الأموال بطرق غير مشروعة، لافتا إلى أنه تم القبض على عدد منهن. وذكر أن مدير الأمن العام وجه بدعم القوة بألفي وثمانمئة رجل أمن لتمكينها من أداء دورها في الحفاظ على أمن المعتمرين والزوار داخل الحرم الشريف والعمل على تنظيم الدخول والخروج من وإلى الحرم الشريف والاستفادة من التجهيزات المتطورة التي تم توفيرها في غرفة العمليات لإغلاق بعض الأبواب في حال وجود كثافة كبيرة من المصلين وتوجيه المعتمرين إلى أبواب أخرى ذات كثافة أقل. وبين أن عدم الوعي وحرص بعض المعتمرين على الصلاة خلف مقام إبراهيم يسبب مشكلة كبرى تعاني منها القوة وتؤدي إلى إعاقة حركة الطائفين. وأفاد بوجود عدد من رجال الأمن وموظفي رئاسة شؤون الحرمين حول المقام لمنع الصلاة لضمان انسيابية حركة الطائفين وعدم حدوث أي إعاقات مؤكدا إخلاء صحن الطواف من المصلين لإفساح المجال أمام الطائفين. وأرجع السماح أحيانا بالصلاة في صحن الطواف بصلاة التراويح، إلى ضمان عدم حدوث اختناقات في المطاف خاصة في المنطقة الواقعة تحت المكبرية الجنوبية والمكبرية الشمالية. وألمح إلى أنه تم تدريب رجال الأمن على اللغات الإنجليزية والفارسية والأوردية للتعاون الجيد مع المعتمرين بلغاتهم والقوة، مضيفا: "القوة ماضية في التوسع في هذا المجال حرصا منها على تدريب رجال الأمن على التعامل الجيد مع قاصدي بيت الله الحرام". إلى ذلك ضبطت الأجهزة الأمنية مؤخرا إحدى النشالات وتدعى "زينب" في الأربعين من عمرها بعد نشلها عددا من المعتمرين والمعتمرات من داخل الحرم الشريف، حيث تم العثور في منزلها على 90 ألف ريال وعدد من الجوالات وأدوات تستخدمها في النشل. وأوضح الناطق الإعلامي بشرطة العاصمة المقدسة المقدم عبدالمحسن الميمان، أنه تم التحقيق معها وتصديق اعترافاتها وتبين أنها صاحبة سوابق في مجال النشل وجارية محاكمتها. وعلمت "الوطن" من مصادرها، أنها امتهنت النشل من سنين عديدة وقبض عليها في العام الماضي وهي تمارس النشل وصدقت اعترافاتها وتمت محاكمتها وسجنها ثلاثة أشهر وأبعدت عن البلاد.