لعبت جميع البرامج المصرية التي تذاع حالياً في رمضان، على وتر واحد، وهو مدى ارتباط هؤلاء النجوم برموز النظام السابق، ومواقفهم من مبارك والثورة، وهو ما دفع العديد من النجوم إلى الاعتذار عن الظهور بتلك البرامج، لمعرفتهم المسبقة بالأسئلة التي ستلقى عليهم. ووجد مقدمو البرامج في الخلافات والشائعات والعلاقة بنظام مبارك، مادة خصبة لإضفاء صفة الإثارة على الحلقات، وضمان جذب شريحة كبيرة من الجمهور، وهو ما بدا واضحاً بشكل لافت في كل البرامج الحالية. واعتمدت الإعلامية لميس الحديدي في برنامجها "كرسي في الكلوب" والذي يذاع يومياًً عبر قناة "سي بي سي"، على التفتيش في الدفاتر القديمة والخلافات بين الضيف أو الضيفة وزملاء آخرين، على أمل أن يدلي الضيوف بتصريحات تؤجج النار، وهو ما حدث بالفعل أثناء استضافة المطربة شيرين، وسيرين عبد النور، وما صدر منهما من تصريحات نارية بشأن خلافاتهما مع مطربات أخريات. وكذلك الحال بالنسبة للإعلامي عمرو الليثي في برنامجه "الخطايا السبع" والذي يعرض يومياً على قناة "المحور"، حيث ركز خلال استضافته الفنانة يسرا على علاقتها بنظام مبارك وعدم وقوفها بجوار الثورة، وكذلك الفنان تيم الحسن وتصريحاته بشأن الرئيس بشار الأسد والمذابح الدائرة في سورية، ليستخلص منه تصريحا نارياً عن بشار بأنه جزار يذبح شعبه، ولم يختلف الأمر بالنسبة للمذيع اللبناني نيشان في برنامجه "أنا والعسل" والذي يعرض حالياً في قناة "الحياة"، إذ بات من الواضح أن عنوان البرنامج الرئيسي هو الإثارة. وبعيداً عن برامج الإعلاميين وبالرغم من أنه كان من المنتظر أن تأتي البرامج التي يقدمها الفنانون بفكرة جديدة، أو على الأقل تدور في إطار الترفيه والفكاهة، إلا أن معظم البرامج اتخذت نفس المسار. وفي جميع البرامج التي ظهرت فيها الفنانة سمية الخشاب، ما زالت الأسئلة التي توجه إليها مرتبطة بشائعات الزواج والطلاق، وكذلك علاقاتها برموز النظام السابق، وموقفها من المخرج خالد يوسف، وكانت الفنانة سيرين عبدالنور علي موعد مع إعادة فتح ملف خلافاتها مع المخرجة إيناس الدغيدي بسبب رفضها العمل معها في أدوار لا تقبلها سيرين. بينما ظلت الفنانة إلهام شاهين رهينة الأسئلة المكررة، حول سبب تمسكها بتأييد الرئيس السابق حسني مبارك، ومدى تأثير هذه المساندة بوضعها الفني، ومدى تواصل الجمهور بأعمالها، وكانت جرأة الملحن عمرو مصطفى في الرد على كل من يهاجمه في البرامج التي تمت استضافته فيها، محفزة للكثير من معدي البرامج لطلب استضافته باعتبار أنه ضيف مضمون يثير جدلاً دائما عندما يتحدث في السياسة. فيما كان من أبرز النجوم الذين أعلنوا اعتذارهم مسبقاً عن الظهور في تلك البرامج، الفنانة صابرين، ورجاء الجداوي، ورانيا يوسف، ومحمد فؤاد، وحسن حسني وغيرهم، لأنهم يعرفون مسبقا الأسئلة والموضوعات التي سيواجهونها، وهي قائمة على محاولة وضعهم في موقف صعب أمام جمهورهم.