من العادات الشرائية التي لا تزال تنتشر خلال شهر رمضان، هي حصر وقت شراء متطلبات الفطور بعد أذان العصر، إذ تكتظ محال السوبر ماركت والمولات بالأهالي بين أذان العصر والمغرب، ومن المعروف أنه خلال شهر رمضان ينقلب النهار ليلاً والليل نهارا لدى أغلب سكان المملكة. "الوطن" تجولت خلال فترة ما قبل الإفطار لتقف عند هذه الظاهرة، حيث تمتد الطوابير أمام الكاشيرات بالزبائن الذين يشترون حاجتهم تحضيراً للفطور، وفي سؤالنا لأحد موظفي الكاشيرات وهو مصري الجنسية عن أكثر المواد إقبالا عليه من المتسوقين، والصعوبات التي تواجهه كعامل كاشير خلال هذا الوقت، أجاب هناك تفاوت بالمواد التي يكثر عليها الطلب إلا أن شراب "الفيمتو" و"تانج"، يعدان الأكثر طلباً من الزبائن إضافة إلى المعكرونة والشوربة، إذ تعد هذه الأصناف من أهم ما تزخر به الموائد الرمضانية بالمملكة، والغريب في الأمر أن أغلب الناس لا يتذكرون شراء موادهم وحاجاتهم إلا قبل موعد أذان المغرب بساعة أو نصف ساعة، وتبدأ المشاكل معنا حول الضغط بالعمل وتحمل الكلام الذي ينتج عن تعصيب أحد الزبائن علينا، ونصل لوضع لا نستطيع معه إنهاء أعمالنا لكثرة الزبائن، والتدافع الذي يحصل بين الزبائن الذين يتسابقون لإنهاء الشراء للعودة للمنزل قبل الإفطار. واستوقفنا أحد الزبائن ويدعى حسين مرعي، وسألناه حول انتظاره لوقت المغرب لشراء حاجاته، أجاب أن من المعروف أن الناس تقضي النهار في النوم ولا يستيقظ أحد في الصباح لشراء حاجاته، وهنا تبدأ المشاكل حول الانتهاء بأسرع وقت في اقتناء الحاجات، حيث تختلف أوقات العمل في رمضان، فموعد انتهاء الدوام الرسمي يترافق مع هذا الوقت ولا يتسنى لي اقتناء حاجاتي، ناهيك عن البطء في إنهاء عملية المحاسبة، وفي المساء لا يفضل الخروج من المنزل بسبب الزحام الذي يملأ الطرقات مما يجعل من أمر التسوق مهمة صعبة في رمضان، يقضي وقته في متابعة المسلسلات الرمضانية مع العائلة. وحول غلاء المواد، أجاب من الطبيعي أن ترتفع أغلب أسعار المواد والحاجيات خلال الشهر الكريم، لكن الأسعار بشكل عام معقولة كون المواد التي نحتاجها متوفرة وأغلب الأحيان لا أضطر للبحث عنها في محال أخرى.