ينتهز أصحاب المطاعم والمخابز في مكةالمكرمة حلول الشهر الكريم (رمضان) لفرش بسطات على أرصفة الشوارع المواجهة لمحالهم لعرض المأكولات التي تعدها مطابخهم، كي يرى المارة مختلف أنواع المأكولات الجاهزة، ما بين المشوي والمقلي، التي تفترش الطريق وتملأ أرصفة الشوارع أمام واجهات المطاعم، معلنة للصائمين قُرب موعد الإفطار. وتتعدد أنواع المأكولات الجاهزة في شكل بوفيه مفتوح تشمل المعجنات بأنواعها والسمبوسة واللقيمات والكبيبة والحلويات الشعبية والبليلة والكبدة والتقاطيع والبطاطس، ما يتيح للصائم أن يختار ما يشتهي من الأطباق المعروضة وبالكمية التي يريد، أما المشروبات الرمضانية فمتنوعة بحسب طبيعة الفواكه الموجودة، غير أن أكثرها انتشاراً هو عصير السوبيا والزبيب الذي يتناول طازجاً يومياً وكذلك «التمرهندي» الذي يروي ظمأ الصائمين بمجرد رفع أذان المغرب. ولا يقتصر تصريح البسطات على أصحاب المطاعم والمخابز، بل تمنح البلديات التصريح للمواطنين العاديين للحصول على بسطات مستقلة بمناسبة هذا الشهر الكريم، ما يؤدي إلى اشتعال التنافس في تقديم الوجبات الجاهزة التي يُقبل عليها الصائمون، كما تشهد فترة ما بعد العصر حركة غير عادية، تزداد نشاطاً كلما اقترب وقت المغرب، فبعد السكون الذي امتد إلى ما بعد الظهيرة تلمع من بعيد بسطات المأكولات الجاهزة التي تزداد بريقاً في عيون الصائمين الذين يتسارعون لاقتناء ما لذ وطاب لإنهاء يوم من الصيام. ويسارع أصحاب المطاعم قبل دخول شهر رمضان لإصدار التراخيص اللازمة من الجهات المعنية، للاستحواذ على مساحة من الرصيف الواقع أمام مدخل المطعم لعرض هذه المأكولات وكأنها أصبحت سمة من سمات رمضان تخول لصاحبها عرض ما يشاء من أصناف المأكولات، وتستمر حركة البيع والشراء على أرصفة الشوارع وسط منظر رمضاني حميم يمتلئ ازدحاما وتتسارع وتيرته كلما اقترب وقت أذان الإفطار، ثم ما يلبث هذا التجمع أن ينفض مع إعلان مدفع الإفطار، ما يؤكد أننا في شهر غير عادي وزبائن غير عاديين. منصور الغامدي أحد أصحاب المطاعم الذي يفترش بسطة للمأكولات الشعبية أمام محله يقول: «أحصل على مثل هذا الترخيص بسهولة في شهر رمضان، فيما تمتنع البلديات عن منح هذا الترخيص في غير هذا الشهر الكريم، مشيراً إلى أن شهر رمضان له سمة خاصة تجعل الجميع يتجمع في وقت معين ولا تسعفه مساحة محله الضيقة لاستقبال هذا الكم من الزبائن، الأمر الذي حاد به إلى الاستعانة بمساحة من الرصيف لعرض المأكولات بعد موافقة البلدية، ليتمكن من تلبية طلبات زبائنه في مدة زمنية قصيرة، مؤكداً أن هذا الأمر يقضي على الزحام. ويستطرد الغامدي: «حتى وإن كانت مساحة المحل كبيرة فرمضان له نكهة خاصة، فبائع السوبيا والتميس والفول والفرموزا والتقاطيع والرز البخاري والحلوى وكل صنوف المأكولات ليس لهم أثر على مساحة من الرصيف لجذب زبائنه وتلبية حاجاتهم، خصوصاً أن أصحاب هذه المحال يجدون تسهيلات كبيرة من الجهات المعنية في رمضان. وتشترط البلدية لمنح تصريح البسطات، أن لا تتسبب في عرقلة السير وحركة المرور للسيارات والمارة وأن لا تؤدي إلى مضايقة المحال التجارية والمساكن المجاورة مع توحيد تصميم البسطات ولونها وترقيمها وتحديد نوع النشاط في كل مبسط، إذ تشمل الأنشطة المسموح بها في الموقع الواحد وأن لا تتجاوز مساحة البسطة المستقلة للمأكولات عن عرض مترين وطول 1,5 وارتفاع 1,8متر، أما دون ذلك فلا يجب أن تتجاوز مساحة البسطة عرض متر × طول متر × ارتفاع 1,8 متر، أما بسطات الحلويات فتكون مساحتها ( 3 أمتار × 3 أمتار). من جانبها، تكثف الجهات الرقابية جولاتها على جميع الأنشطة ذات العلاقة بالصحة العامة ومن بينها متابعة البسطات الرمضانية للتأكد من مدى التزامها بتطبيق الاشتراطات الصحية ومتابعة أدائها طوال شهر رمضان مع ضرورة أن تكون ثابتة وفي مكان واحد وغير متنقلة.