يخرج الرئيس الأمريكي جو بايدن عن صمته الإثنين بشأن الوضع في أفغانستان حيث حققت حركة طالبان انتصارا خاطفا وسيطرت على البلاد، موجها خطابا إلى الأمة من البيت الأبيض وسط انتقادات شديدة لإدارته لهذه الأزمة. وقطع الرئيس الأمريكي عطلته في كامب ديفيد وعاد إلى واشنطن بعد ظهر الاثنين ويلقي خطابه عند الساعة 19.45 ت غ كما أعلنت الرئاسة الأمريكية. وبايدن كان موجودا في منتجع كامب ديفيد الرئاسي منذ نهاية الأسبوع وكان مقررا أن يبقى هناك حتى منتصف الأسبوع الجاري، لكنّه ارتأى قطع عطلته والعودة إلى البيت الأبيض بسبب تسارع الأحداث في أفغانستان مع السقوط المفاجئ لكابول في قبضة طالبان والفوضى التي تسود عملية الإجلاء التي تجريها القوات الأمريكية. وكان بايدن قد أدلى بآخر تصريح له بشأن أفغانستان الأسبوع الماضي حين أكد أنه غير نادم على قرار الانسحاب وشدد على أنه يتعين على الأفغان أن "يقاتلوا من أجل بلادهم". لكن الانهيار السريع للحكومة الأفغانية أثار صدمة في واشنطن، واعتبر مراقبون أن سمعة الولاياتالمتحدة بصفتها قوة عظمى قد تضرّرت بشكل كبير. ويتعرّض بايدن لانتقادات حادة، إذ يعتبر معارضون لقراره أنه أساء إدارة انسحاب القوات الأميركية مما دفع الولاياتالمتحدة للمسارعة إلى إخلاء سفارتها وإجلاء رعاياها، بعدما كان الرئيس قد قلّل قبل شهر من أهمية المخاوف من سقوط سريع للحكومة الأفغانية. وقبل شهر شدد بايدن على أنه يجب عدم إجراء مقارنة بحرب فيتنام حين حاول أشخاص التمسك بآخر المروحيات الأميركية المغادرة، وقال في البيت الأبيض "لا يمكن إجراء مقارنة مع هذا الوضع على الإطلاق". لكن مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت مشاهد فوضى عارمة في المطار حيث احتشد الآلاف على المدرج نفسه فيما تتمسك مجموعات من الشباب بسلالم الصعود إلى الطائرات. والاحد أكد وزير خارجيته أنتوني بلينكن في حديث لشبكة "اي بي سي"، أنّ "هذه ليست سايغون" التي سقطت عام 1975 في حدث لا يزال مؤلماً في الذاكرة الأميركيّة. لكن الكأس مُرّة بالنسبة لواشنطن التي تخرج من أفغانستان منكسرة بعد أن تكبدت تكلفة باهظة مع مقتل 2500 جندي أميركي وإنفاق أكثر من تريليوني دولار. وتكبدت القوات الأفغانية هزيمة تامة بعدما أنفقت عليها الولاياتالمتحدة مئات مليارات الدولارات طوال 20 عاماً. ففي 10 أيّام، تمكّنت طالبان من السيطرة على كامل المناطق الأفغانيّة تقريباً. وكانت باشرت هجوماً واسع النطاق في مايو، مع بدء الانسحاب الكامل للقوّات الأجنبيّة وخصوصاً الأميركية من البلاد. وأتى ذلك بعد 20 عاماً على غزو تحالف بقيادة الولاياتالمتحدةأفغانستان وطرد طالبان من السلطة بسبب رفضها تسليم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، في أعقاب اعتداءات 11 سبتمبر 2001.