كي أكون إنسانا فلست حرا لا تتعب معي في البحث الأكاديمي عن معنى الحرية! وهل هي المقيدة بحرية الآخرين، أم إنها مطلقة؟؟ كن حرا في فهمك الحرية، فستجد أنها أولا وأخيرا: قيد! اركب عقلك تجده عقالا.. أو شعورك تجده هلاما مهما كان جمالا.. ملكا كنت فأنى لك أن تكون حرا.. ثريا كنت أم فقيرا فلست حرا.. لست وحدك تتوهم الحرية، ولا أنت العظيم وحدك، ولا الحقير وحدك. لا الطير حر كما رآه المتشاعرون ببعدهم عن العقل، ولا الأرض تملك من حريتها سوى أن تدور وتخصب لمن عليها ولن تعكس دورانها وليست حرة يوما ما، ولا الشجرة تملك من أمرها شيئا سوى أن تثمر لك عمرها، وقد تجود عليها أنت برثائها يوما ما لو أعطتك، حتى تموت واقفة!. قد تجد الحرية في جملة راوغت أمثالك حتى نجت من المخاض إلى الميلاد، و قد تجدها في لحظة تنجو بها من غيرك بالتوحد والتأمل، غير أنك ستشتاق أيما شوق إلى القيود التي تحررت منها في تلك اللحظة، فلا شك أنك تذكر جمال صمت القرى قبل عولمة المعلومة.. لماذا نكذب على أنفسنا بعلمنا واختيارنا؟ أتجرأ على الحضارة الإنسانية جمعاء متحديا أن تثبت أن الحرية حقيقة، وأن تعترف أنها ليست سوى بوق من الأبواق البشرية السياسية والأيدلوجية لتطويع القطيع البشري!! نحب الانعتاق، فنعشق خلاله تاريخ الانغلاق. و نحب القيادة والمشاركة فيها، فننوء بحمل حتى مسؤوليتنا عن أنفسنا. ونحب حرية الرأي فنجدنا نحمل عبء مسؤوليته ونتمنى أن لم نكن في هذا المستوى. نتهافت على الجمال فنجد أن (الفرويدية) تقتله تفسيرا، وعلى الحياة فندرك موتها في عروقنا نحمله حتى نجهضه رغما عنا، وعلى جميل الكلام فإذا هو بديل وجودي تعويضي للعدم.. السياسي يعرف الحرية على أنها: ملك القرار. والفنان يرى أنها: التعبير بلا مساحة. والاجتماعي يراها مساحته في التأثير والداعية يود أن يكسب بك ماهو خير من حمر النعم.