كان لابد من اتخاذ موقف تجاه الضجيج والإزعاج الذي يلحّ به الأطفال كلما اصطحبتهم أمهاتهم لصلاة التراويح في المساجد، لإعادة الخشوع للمصليين والهيبة للمسجد، خصوصاً بعد إصرار ومطالبات من أئمة المساجد لتلك النساء، لتصل مجموعة منهن في أحد الأحياء أخيراً إلى حل يحقق أكثر من رغبة وفائدة، إذ قررن ترك أولادهن عند جارتهن أم محمد أثناء فترة الصلاة مقابل مبلغ مالي، ليرضين بذلك المصلين ويساعدن جارتهن المحتاجة ويطمأنن على أطفالهن أيضاً. وقالت أم محمد ل«الحياة»: «اتفقت مع جاراتي في الحي ممن ليس لديهن عاملات في المنازل، أن أخصص لأطفالهن مكاناً في بيتي للمكوث فيه أثناء تأديتهن لصلاة التراويح داخل المسجد، احتراماً للمكان، وحرصاً على تحقيق الخشوع للمصلين، وكذلك لمساعدتي مادياً بعد أن رأين وضعي المادي وقررن الوقوف معي مادياً بطريقة لا تجرح مشاعري». ولفتت مريم العتيبي (لديها طفلان توأم) إلى أنها أخذت تضع أطفالها عند جارتها في مقابل ألف ريال، لمساعدتها بسبب دخلها الضعيف وكذلك للاطمئنان على أطفالها، وقالت: «في شهر رمضان الماضي تأذينا كثيراً من إزعاج الأطفال داخل المسجد، فأول ما نشرع في الصلاة نجد الأطفال يبدأون باللعب والضحك بصوت مرتفع، ما يسبب إرباكاً لجماعة المسجد وزوال خشوعهم، كما يشوشون على قراءة الإمام». وأضافت: « وفي هذه الحال لا نستطيع التركيز على متابعة ركعات الصلاة، خصوصاً إذا كان الأطفال مع أمهاتهم في مصلى النساء، فيصبح الوضع سيئاً بسبب أصواتهم ومشاجراتهم، ما يفقد المكان روحانيته ويجعل المصليات في تذمر مستمر».