الآن وبعد الخطوة المتأخرة جدًا، التي قامت بها وزارة التعليم، لإدراج مقرر اللغة الإنجليزية بالخطة الدراسية، للصفوف الأول والثاني والثالث من المرحلة الابتدائية، هل سيتم الإعلان عن عدد محدود لوظائف معلمي ومعلمات اللغة الإنجليزية كما جرت العادة، وستكتفي المدارس بالمتاحين لديها، لتدريس اللغة «لأطفال هذه المرحلة»، أم سيتم طرح عدد كبير من الوظائف لمعلمين، يتم تأهيلهم وتهيئتهم وتدريبهم، لمواجهة تجربة جديدة بالمدارس الحكومية، تختلف تمامًا عن تدريس اللغة للمراحل الدراسية الأخرى؟ قد يعتقد البعض أن دروس اللغة الإنجليزية بالمدارس غير مجدية، وأن بذل مجهود لتعليم اللغة لا يستحق العناء، وذلك لأن عددا محدودا جدًا من الطلبة، يتحدثون الإنجليزية بطلاقة عند تخرجهم. ولكن ما فشلوا في فهمه هو أن الطلاقة ليست وحدها الهدف الأساسي لتعليم الإنجليزية، وعليه يمكن للمتعلمين الوصول الى مستوى إجادة مبتدئ، متوسط، متقدم، يمكنهم من إجراء محادثة مع متحدث أصلي. وبالإضافة لذلك، هناك آخرون قادرون فقط على تذكر كيفية نطق بضع جمل، إن لم تكن كلمات، ويأتي هذا التناقض من أساليب التدريس غير المتسقة. في الواقع تدريس اللغة الإنجليزية في أغلب المؤسسات الأهلية والحكومية السعودية، بحاجة إلى جهد كبير يرتقي إلى متطلبات رؤية 2030، وحتى يتسنى لنا إنشاء جيل واعد، قادر على إنتاج اللغة، ومن ثم على التواصل الفكري واللغوي مع العالم الخارجي بكل ثقة. ومن هنا، يقع على عاتق المعلم ومن يقف خلفه، من مشرفين تربويين، الجهد الأكبر لتحقيق ذلك، حيث إن تدريس اللغة لا يقتصر على استخدام استراتيجيات وأنشطة وألعاب متنوعة، بدافع المتعة دون هدف رئيسي يكمن خلف ذلك، تدريس اللغة بحاجة إلى تفعيل حقيقي لنظريات اكتساب اللغة الثانية اعتمادا على أعمار المتعلمين ومستواهم اللغوي. نحن بحاجة الى إلمام المعلمين بالطرق الصحيحة لمساعدة المتعلمين على اكتساب اللغة، وليس إلى استخدام كم هائل من طرق التدريس العشوائية والترفيهية، التي قد لا تنطبق على المهارة المرجو تدريسها، وبالتالي لا تعود بالفائدة على المتعلم سوى بالترفيه عن النفس، وعدم الشعور بالملل أثناء الحصة. نحن بحاجة إلى فهم الجانب النفسي اللغوي لكل مرحلة دراسية، وتحفيز الدوافع الذاتية للمتعلمين، بالإضافة إلى تفعيل الدوافع الخارجية، وذلك لتوفير بيئة تعليمية تساعد المتعلم على اكتساب اللغة بطريقة صحيحة، ومواصلة التعلم خارج الإطار الأكاديمي والتعليمي.