كشف وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود، خلال المؤتمر الصحفي التحضيري للمؤتمر الدولي الأول للنقل المدرسي في مكتبه بجدة، أنه سيتم خلال السنوات الخمس المقبلة توفير النقل المدرسي ل 50% من الطالبات و25% من الطلاب بدون مقابل. كما سيتم خلال هذه الفترة التحضير والتجربة لنقل المعلمات الذي سيكون بمقابل مادي. وأكد الوزير أن الشركات القائمة على مشروع النقل المدرسي ستوفر صناعة أساسية للمشروع في مجالات مختلفة، وستعمل على توفير نحو 40 ألف وظيفة للشباب السعودي في مجال النقل المدرسي، في حين يوفر المشروع 14 ألف حافلة، تستخدم الطاقة الشمسية بمواصفات مختلفة وحديثة مدمجة بالترفيه. وقال الأمير فيصل بن عبدالله إن وزارته ستنظم خلال الفترة من 21 إلى 23 ذي القعدة المقبل المؤتمر الدولي الأول للنقل المدرسي، معربا عن اعتزازه برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز للمؤتمر. وقال إن مسؤولية النقل المدرسي ستتولاها الشركات المطورة، وإن الدولة ستنفق المليارات على هذا المشروع، الذي سيكون له عدة فوائد من عدة جوانب، أهمها الارتقاء بعملية النقل، والقضاء على الزحام المروري، والمحافظة على البيئة من التلوث. وأوضح الوزير أن إقامة هذا المؤتمر جاءت بعد دراسة مجموعة من النظم والتجارب المحلية والعالمية المتخصصة في مجال النقل، سواء على الصعيد المؤسسي أو على مستوى الدول، ليعد بذلك أول مؤتمر من نوعه يهدف إلى تبادل الأفكار وتوطينها من أجل النهوض بالنقل المدرسي. وأكد الأمير فيصل أن عدد طلاب وطالبات التعليم العام يبلغ أكثر من 5 ملايين طالب وطالبة، وأن الوزارة استطاعت خلال السنوات الثلاث الماضية، زيادة الطاقة الاستيعابية للمشمولين بخدمات النقل، لتصل إلى 600 ألف طالبة، وهو ما يمثل 25% تقريباً من عدد الطالبات في مدارس التعليم العام للبنات، فيما وفرت 14067 وظيفة، وتحقيق وفر في قيمة استهلاك النقود بلغ مليار و200 مليون ريال سنوياً، والذي يفوق قيمة العقد البالغ مليار ريال سنويا. وقال إن تلك النتائج الإيجابية أدت إلى صدور قرار مجلس الوزراء بمضاعفة أعداد الطالبات المشمولات بخدمة النقل المدرسي لتصل إلى 1.2 مليون طالبة، لتصبح نسبة الطالبات المشمولات بالنقل المدرسي نحو 50%، إضافة إلى البدء في تقديم خدمة النقل المدرسي للطلاب والمعلمات بشكل تجريبي ومتدرج. وسيتم إبتداءً من العام الدراسي القادم إسناد تقديم خدمات النقل المدرسي لشركة تطوير لخدمات النقل التعليمي، وهي إحدى شركات تطوير التعليم القابضة. وأضاف الأمير فيصل أن أهمية عقد هذا المؤتمر في هذه المرحلة، تنطلق من تجربة وزارته خلال الأعوام الثلاثة الماضية في إسناد خدمة النقل المدرسي للطالبات إلى القطاع الخاص، حيث تم بحمد الله استكمال تطبيق المشروع في جميع مناطق المملكة ومحافظاتها خلال العام الدراسي الماضي. وأوضح أن المؤتمر سيعرض خلال فترة انعقاده، التي تستمر ثلاثة أيام، أوراقا علمية وعملية ومشاريع وتجارب ناجحة للعديد من الجهات والمختصين في مجالات النقل المدرسي. وسيشمل أيضا إقامة ورش عمل متخصصة، تشارك فيها الجهات ذات العلاقة وكذلك أصحاب التجارب الناجحة عالمياً من دول ومؤسسات حققت نجاحات مميزة في هذا المجال، إضافة إلى دعوة متحدثين رئيسين من داخل المملكة وخارجها ممثلين لجهات رائدة في صناعة النقل المدرسي. وأكد أن الدعوة للمشاركة ستوجه لعدد من الجهات الحكومية منها وزارات الداخلية، والنقل، والشؤون البلدية والقروية، إضافة إلى الهيئات والإدارات الحكومية، والجامعات والمعاهد الحكومية والخاصة في المملكة، والشركات الخاصة داخل المملكة وخارجها ذات العلاقة بتشغيل وإدارة النقل المدرسي، والجهات ذات العلاقة في الخليج العربي بشكل خاص والوطن العربي بشكل عام. من جانبها، قالت نائبة وزير التربية والتعليم، رئيسة اللجنة التوجيهية للمؤتمر نورة بنت عبدالله الفايز، إن الوزارة بذلت جهودا كبيرة خلال السنوات الماضية لتوفير النقل المدرسي بجهود ذاتية، ومارست كافة الوسائل الكفيلة بتحقيق ذلك الهدف، إلا أنه ومع التوسع الكبير الذي يشهده التعليم الآن والانتشار المضطرد للمدارس، فقد أصبح النقل المدرسي يمثل عبئا يصرف الوزارة عن دورها الرئيس إلى الأدوار المساندة. لذا وتحقيقاً لمبدأ التخصص فقد صدر التوجيه السامي الكريم بإسناد النقل المدرسي للقطاع الخاص، وتفريغ الجهات التعليمية للعملية التعليمية والتربوية, وذلك بهدف تحقيق الكفاءة التشغيلية للخدمة، وتقليل التكلفة المالية, والتماشي مع التوجه الحكومي بتشجيع التخصيص.