استمرت عمليات الكر والفر بين القوات النظامية والجيش السوري الحر من أجل السيطرة عل مدينتي دمشق وحلب، وذلك غداة عرض عربي للرئيس بشار الأسد بتأمين خروج آمن له ولعائلته من السلطة مقابل تنحيه عن الحكم، وهو ما رفضه النظام واعتبره تدخلا في شؤون سورية الداخلية، وانضم إلى هذا الموقف العراق. واعترف النظام لأول مرة بامتلاكه أسلحة كيميائية، عندما عبر الناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي عن أن الأسلحة الكيميائية مخزنة في أماكنها وبحماية الجيش السوري، مشيرا إلى أنها لن تستخدم إلا في حال تعرضها "لعدوان خارجي. ووجه المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية فجر أمس، إثر اجتماع له في الدوحة نداءً إلى الأسد دعاه فيه إلى "التنحي عن السلطة"، على أن تساعد "الجامعة العربية بالخروج الآمن له ولعائلته". كما نص القرار على "الدعوة فورا لتشكيل حكومة انتقالية سورية بالتوافق تتمتع بكافة الصلاحيات وتضم قوى المعارضة داخل وخارج سوريا والجيش الحر" إضافة إلى ما سماها "سلطة الأمر الواقع الوطنية"، وذلك "لتيسير الانتقال السلمي للسلطة". وجاء في نص القرار إن هذا النداء ياتي "حقنا لدماء السوريين وحفاظا على مقومات الدولة السورية ووحدة سوريا وسلامتها الوطنية ونسيجها الاجتماعي ولضمان الانتقال السلمي للسلطة". ورأى المجلس الوطني السوري أن الامور وصلت إلى "المرحلة الأخيرة"، محذرا من أن "النظام المتصدع لن يسلم بسهولة". وقال "المرحلة الأخيرة ربما تحمل المخاطر ونحن على أبواب النصر". وتوقع المجلس "جولة من العنف الدموي ما زال القتلة يخططون لها"، معتبرا أن المعارك التي بدأت قبل أسبوع في دمشق وحلب تشكل "خطوة حاسمة" تؤسس لمرحلة "مضي النظام إلى نهايته المحتومة". وكان الجيش الحر أعلن أول من أمس، بدء "معركة تحرير حلب"، مطالبا من كل عناصره في المحافظة التوجه إلى المدينة. وكانت "الاشتباكات العنيفة" مستمرة صباحا في حيي الصاخور ومساكن هنانو في مدينة حلب، بحسب ناشطين. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن هذين الحيين والحيدرية تشهد حالة نزوح واسعة.وأشار إلى مقتل ستة عناصر من القوات النظامية ومدنيين اثنين في الاشتباكات التي وقعت أمس. في هذا الوقت، سيطر الحذر والتوتر أمس على شوارع العاصمة حيث حركة السير خفيفة جدا.وقالت صحفية في وكالة فرانس برس إن أعمدة دخان سوداء ترتفع فوق المزة التي استمر فيها القصف وإطلاق النار الكثيف حتى الواحدة من فجر أمس. واجتاحت قوات الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد منطقة برزة بدمشق. وقال شاهد وناشطون إن أفراد الفرقة أعدموا العديد من الشبان أثناء عملية استعادة السيطرة على المنطقة الواقعة شمال دمشق . وبث ناشطون شريط فيديو على شبكة الإنترنت تظهر فيه أعداد ضخمة من الجنود السوريين الذين يسيرون بأسلحتهم وخوذهم في الطريق. وقال المصور إنها الساعة السادسة (4,00 تغ) والجنود يستعدون لاقتحام حي نهر عيشة. ويعلق "ستكون الشام مقبرة لكم". وأوضح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس أن القوات النظامية "تسيطر في الواقع على الشوارع الرئيسة في الأحياء التي دخلت إليها في دمشق، بينما لا تزال هناك مواجهات في عدد من حارات الأحياء". وبالإضافة إلى القتلى الثمانية في حلب، قتل عشرة أشخاص آخرين في مناطق أخرى في سورية في قصف واشتباكات وإطلاق نار.