أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن السلطات السورية "أخفقت بوضوح" في حماية المدنيين، وعلى المجتمع الدولي مسؤولية جماعية لتطبيق ميثاق الأممالمتحدة والتحرك طبقا لمبادئه لوقف العنف في سورية. وقال بان خلال زيارة إلى جزيرة بريوني في كرواتيا إنه منزعج جدا "من ارتفاع عدد القتلى وعدد من اضطروا إلى الفرار من منازلهم" مع استمرار الاشتباكات العنيفة التي قال نشطاء إنها تدور بين الجيش السوري والمسلحين في مدينة حلب خصوصا. ونوه بان كي مون بتصويت مجلس الأمن أول من أمس بالسماح بتمديد مهمة بعثة المراقبين الدوليين في سورية. وقال "إن تمديد بعثة المراقبين الدوليين لمدة 30 يوما فقط هو مؤشر قوي على أن الكرة أصبحت في ملعب جميع الأطراف، وعلى الحكومة السورية في المقام الأول وقف عمليات القتل ووقف استخدام الأسلحة الثقيلة ضد مراكز السكان". وقال إنه سيرسل مبعوثه لعمليات حفظ السلام إلى سورية لتقييم الوضع هناك، وأيضا كبير المستشارين العسكريين للأمم المتحدة لقيادة بعثة مراقبي الأممالمتحدة في تلك المرحلة الحرجة". وفي غضون ذلك استمرت الاشتباكات بين القوات السورية والثوار أمس في مدينة حلب لليوم الثاني على التوالي، وفي بعض أحياء دمشق. وبدات الاشتباكات أول من أمس في حلب التي بقيت في منأى لوقت طويل عن الاضطرابات ثم ارتفعت فيها حدة الاحتجاجات والتظاهرات ضد النظام قبل أشهر لتتخذ طابعا عسكريا أمس. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أمس إن "اشتباكات عنيفة" تدور في حي الصاخور ومنطقة الحيدرية عند أطراف المدينة "وتستخدم القوات النظامية فيها الرشاشات الثقيلة والقذائف"، مما تسبب في سقوط عشرات الجرحى. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن "هناك نزوحا للأهالي من الحي تخوفا من قصف النظام واقتحام الحي". وفي دمشق أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن "سماع أصوات إطلاق رصاص كثيف في حي المزة" في شرق العاصمة المتاخم للأحياء الجنوبية حيث تستمر الاشتباكات. وقال الناشط أبو مهند المزي من حي المزة في اتصال عبر سكايب إن "اشتباكات تدور عند أطراف الحي في منطقة البساتين التي تتعرض لقصف من قوات النظام". وأشار أبو مهند إلى أنه "لا وجود لحواجز للأمن النظامي في الحي، بل هناك حواجز للجيش السوري الحر"، مضيفا أن "قسما كبيرا من النساء والأطفال خرجوا من الحي". وتحدث عن "أزمة خبز حقيقية بسبب تزاحم الناس على الأفران خوفا من فقدان هذه المادة"، مضيفا "نحصل على الخبز بصعوبة. وباستثناء الأفران، المحال التجارية كلها مقفلة". وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن قوات النظام "لم تعد تسيطر عمليا إلا على نسبة 50 إلى 60% من الأراضي السورية".