أصبح تناول وجبة الإفطار بنكهة نسمات البحر بشاطئ جدة خلال رمضان، ولا سيما في منطق أبحر من العادات التي يحرص عليها الجداويون كل رمضان، حيث يجدون في ذلك متنفسا للخروج عن الروتين اليومي. ورصدت "الوطن" خلال الأيام الأولى من الشهر الفضيل توافد الأسر على منطقة أبحر، بهدف الاستمتاع بأوقاتهم، معتبرين الجلوس في ذلك الوقت ذا نكهة مميزة عن بقية شهور السنة. وإذا زرت تلك المنطقة قبيل غروب الشمس، تجد الجموع المقبلة عليها زرافات ووحدانا، حيث يحرص الجميع على ألا يفصله عن البحر شيء رغبة في الجمع بين عظم الوقت وجمال المنظر. وأكد المواطن حسين اليامي، أحد الموجودين على الشاطئ، في حديث ل"الوطن" حرصه على اصطحاب أسرته كل عام للإفطار على كورنيش أبحر بعد أن يمضي ساعات طوالا في عمله اليومي في أحد البنوك. وأضاف أنه أعتاد تناول الإفطار في شهر رمضان على شاطئ البحر، معتبرا ذلك من الأمور التي تساعد على تصفية الذهن وعلى الاقتراب من أفراد الأسرة، لافتا إلى أن الإفطار في المنزل يشعر بطول الوقت، مبينا أن كسر الروتين اليومي يساهم في بعث الأجواء الروحانية بين أفراد الأسرة. أما المواطن أحمد القحطاني فأشار إلى أن الإفطار على كورنيش البحر يكسب الآخرين فرصة التعارف على أشخاص وتكوين صداقات مع الآخرين، مضيفا: " هناك فرصة لممارسة رياضة المشي للتخلص من الدهون والسعرات الحرارية". وقال إن هذه التجربة تعد لاستنشاق هواء البحر، وإبعاد الأطفال عن الإفطار أمام شاشات التلفاز، مما قد يصيبهم بالسمنة على المدى الطويل. فيما أشارت أم عبد الرحمن، ربة أسرة، إلى أنها تجد في ذلك فرصة لكي يجتمع أفراد العائلة مما يشعرهم بالأجواء الأسرية ويزيد من الترابط الاجتماعي بين أفراد الأسرة، إلى جانب إمكانية ممارسة القراءة، خاصة القرآن. من جهتها، أوضحت أخصائية التغذية، الدكتورة رويدة إدريس أن تناول وجبة الإفطار على الشاطئ يعزز الصحة العقلية والجسدية والنفسية. وأضافت أن هذه النزهات تحيط الأسرة بمشاعر إيجابية مما يؤدي إلى استرخاء الجسد فيصبح أكثر استعدادا لاستقبال وجبة الإفطار، وقيام الجسم بعملية الهضم بسهولة. وبينت أن من أهم فوائد المشي في الهواء الطلق، إنعاش الرئتين بهواء نقي خال من التلوث الموجود في الأماكن المغلقة، لافتة إلى أن الهواء على البحر غني باليود المهم لسلامة الغدة الدرقية، حيث يعتبر الهواء عنصرا أساسيا في إنتاج هرمون الثيروكسين الذي تفرزه الغدة الدرقية. وأضافت إدريس أن المشي يزيد من ليونة المفاصل ويزيد من كثافة العظام، مما يحد من الإصابة بمرض هشاشة العظام، كذلك التخلص من سكر الدم الزائد، والتقليل من حدة التوتر ومن الضغوطات النفسية الناتجة عن ضغوط العمل والمسؤولية الاجتماعية، إلى جانب التخلص من اضطرابات النوم.