يمتزج مشهد غروب الشمس على امتداد كورنيش جدة البحري بمنظر الأسر والشباب المنتشرين على الشاطئ قبيل أن يختفي قرص الشمس خلف البحر. الصخب الذي يحدثه الأطفال وعائلاتهم في هذه اللحظات، يتحول إلى سكون مع أول صوت لأذان المغرب، يتحلق بعدها المتنزهون على موائدهم في لحظة صفاء، ينصح كل من جربها غيره بتجربتها. محمد النفيعي، كان يلهو مع أطفاله على الكورنيش قبيل لحظات الغروب، فيما زوجته وبناته ينشغلن بإعداد طعام الإفطار. يؤكد أن هذه من أجمل اللحظات التي يجتمع فيها مع عائلته ويقضي خلالها وقتا ممتعا مع أطفاله. ورغم كل مشاعر الفرح التي تغمره، إلا أنه يبدي امتعاضه تجاه نقص الخدمات في الكورنيش، «رغم الاجتهادات التي لمسناها هنا وهناك، ما زلنا نتمنى من الأمانة أن تكثف عملها وجهودها في توفير عوامل السلامة أولا، ومن ثم توفير الخدمات، خصوصا بعد قصص الغرق التي سمعنا عنها أخيرا». وفي موقع آخر يجلس سلمان البخاري برفقة عائلته، بينما ينتظر وصول ثلاث عائلات من أقاربه، يقول إنهم اعتادوا الإفطار على شواطئ البحر في شهر رمضان المبارك مرتين أو ثلاث مرات في كل عام، حيث دأبت أسرهم على إعداد الوجبات الرمضانية المعروفة والتوجه إلى الكورنيش من بعد صلاة العصر مباشرة إلى أن تحين ساعة الإفطار، «عندما نتحلق حول المائدة، وهو الأمر الذي وصفه بأن له مفعول السحر علي وكافة أفراد الأسرة، لما تحمله من روحانية ويزداد جمالها تألقا بمشاركة الأهل والأقارب هذه الساعات المباركة، والتي تمتد في الغالب إلى ما بعد صلاة العشاء قبل أن يتوجه كل منهم لقضاء حوائجه». وهناك من الشباب من يعتقد أن الكورنيش أفضل مكانا لتناول الإفطار الجماعي، فالشاب عبد العزيز الجريس يحرص كل الحرص على مشاركة زملائه وأصحابه بين الفينة والأخرى الإفطار على شاطئ البحر والتمتع بمشهد غروب الشمس. عبد الرحمن درويش من زوار جدة يقول «استمتعت بتناول وجبة الإفطار على الكورنيش مع أسرتي في اليوم الأول، فراق لي الأمر كثيرا وتحول بالنسبة لي إلى إدمان»، ويضيف «مشهد الغروب أشبه بالنظر إلى لوحة فنية وأحيانا أتمنى أن يطول هذا المشهد».