كشف العديد من العاملين في الخيم الرمضانية التي تم تجهيزها داخل الفنادق والمنتجعات البحرية بجدة أن إقبال الأسر السعودية على الخيم الرمضانية يمثل 70 % من إجمالي روادها. ويفسر البعض ذلك برغبة العديد من السيدات في الهروب من أجواء الطبخ وتجهيز وجبة الفطور في رمضان بالمنزل. ويرى آخرون أن ذلك الإقبال على الخيم الرمضانية هو نوع من الرغبة في كسر روتين الإفطار أو السحور داخل المنازل. ومنذ اليوم الأول لرمضان يبدأ العديد من الفنادق والمنتجعات في تنافس محموم على تقديم الخدمات المتميزة والعروض الرمضانية لزوارها مع إضفاء كل ما يكثف الأجواء الرمضانية على خيامهم وإعطائها طابعا خاصا مع الحفاظ على خصوصية الأسر لتوفير كل ما تحتاجه خلال جلستها بالخيمة. وقد أخذ العديد من المنتجعات والفنادق في تمييز خيامها الرمضانية بإضفاء أجواء تراثية على الخيمة من خلال الرواشين والمشربيات. وحرصت هذه الخيم على تقديم الأكلات الشعبية القديمة التي اشتهرت بها حارات جدة ومكة القديمة كالكنافة والفول والسوبيا والجريش والقرصان والسمبوسة أيضا مع الحرص على تقديم الأطباق الحديثة. ويؤكد مدير عام منتجعات كورال، علوي السقاف أن الخيم الرمضانية للعائلات تلقى إقبالا كبيراً من الأسر التي تحرص كل عام على البحث عن المميز "حيث حرصنا على تقديم مجالس وخيم عائلية خاصة تتوفر بها كافة الأجواء الرمضانية للعائلات و تقديم أنواع مختلفة من المأكولات الشعبية و القهوة العربية مع التمر، وصولا إلى البوفيه الذي يقدم أصناف الأطباق الشهية" . وأشار إلى أن الأسر تبحث دائما عن التغيير للاستمتاع بكافة العروض التي تقدمها الخيم الرمضانية. ويقول مشرف إحدى الخيام الرمضانية بمنتجع بمنطقة أبحر أنوار عبد الباقي: في فترة رمضان نحرص دائما على تضمين الخيم الرمضانية كل ما يصبغها بطابع الثراث والأصالة القديمة التي تذكر الزوار بتراث أهل جدة وخاصة الحارات القديمة، ونحرص على تقديم الأكلات الشعبية التي تكون أكثر طلبا في رمضان. وعلل وجود الأسر بكثرة من اليوم الأول لرمضان بأنه يعود للرغبة في كسر روتين الإفطار بالمنزل ورغبة البعض في استقبال شهر رمضان بأجواء رمضانية مبتكرة، بعيداً عن الروتين اليومي. ويرى فيصل محمد( زائر لخيمة كروان بلازا الرمضانية) إقبال الأسر على الخيم الرمضانية بشكل ملحوظ خاصة في هذا العام، مشيرا إلى أن الكثير من السيدات يفضلن السهر لأوقات متأخرة ومشاهدة المسسلات المتنوعة على القنوات الفضائية. وتبدأ رحلة البحث عن الخيمة المناسبة للأسرة لقضاء وقتها فيها قبل موعد الإفطار بساعة على أقل تقدير ويتوقف الاختيار ما بين خيمة وأخرى على عدة عوامل منها التي تقدم أفضل الخدمات والإفطار الشهي المتنوع بالأصناف المختلفة، حيث تعتبر كافة السيدات خروجهن مع أسرهن إلى الخيم الرمضانية نوعا من الراحة من العمل المنزلي والابتعاد عن أجواء الطبخ داخل المنازل، وفي ذلك كسر لروتين متواصل طيلة الشهر. وترى المعلمة فاطمة القاضي أن لجوء الأسر للخيم الرمضانية من أجل تناول وجبة الإفطار أو السحور يمنح الجميع فرصة فرصة جيدة للتغيير ومشاهدة غروب الشمس، خاصة للخيم الرمضانية المتواجدة على البحر والاستمتاع بالعروض والبرامج والمسابقات الرمضانية التي تقدمها هذه الخيم. وأشارت القاضي إلى أن بعض الخيم تتيح للرواد عروضا مغرية لجذب الأسر بالإضافة إلى توفير شاشات العرض بمساحات كبيرة مما يجعل الأسر تتابع المسلسلات والبرامج الرمضانية التي اعتادت على متابعتها في المنزل بعيداً عن الضوضاء، مؤكدة أن هناك العديد من السيدات اللاتي يفضلن زيارة الخيم الرمضانية للتخلص من هاجس إعداد الأطباق المتنوعة للإفطار كل يوم.