أسبوعيا نرى كثيرا من الأطروحات والمواضيع والمقالات التي تتكلم عن فن القيادة والتعامل مع الموظفين ومحاولة تسخير قدراتهم وطاقاتهم الأفضل، وقد ألفت العشرات من الكتب حول ذلك. ومهما قرأنا من كتب ومقالات فمن الصعب الاقتناع بالتنظير البحت إلا إن صدر من أشخاص لهم قصص نجاح تشهد لهم بالتحليق بعيدا بشركاتهم ومنهم جاك ويلش الرئيس التنفيذي السابق لعملاق الصناعة الأمريكي «جنرال إليكتريك» وصاحب أكبر مكافأة تقاعد بالتاريخ، حيث حصل على 417 مليون دولار، من شركة «جنرال إليكتريك»، وخلال تلك الفترة الذهبية ارتفعت قيمة أسهم الشركة بنسبة 4000%. حتى لقب بمدير القرن، ومن أكثر مقومات نجاحه بروزا كان حرصه الشديد على انتقاء وتطويره للقادة الذين يعملون معه، ومن دون شك كان لهم دور كبير في الارتقاء بشركة «جي أي» لتصبح إحدى الشركات العملاقة عالميا. وقد اشتهر جاك ويلش بنظرية (العناصر الأربعة 4E) التي يجب أن تكون في أي قائد ناجح، وركز عليها كثيرا ونشرها في العديد من المراجع والمقالات وتم نقاشها بكثير من الندوات والبرامج التحفيزية وسوف نلخصها في التالي: -1 الطاقة يقول «الشيخ» ويلش، إن هناك أفرادا يحبون أن يعملوا باستمرار ودون انقطاع، يعملون بطاقة غير محدودة، ينهضون كل صباح بحماسة شديدة لمتابعة أعمالهم، هؤلاء هم الذين يتحركون بسرعة 95 ميلا في الساعة في عالم سرعته 55 ميلا في الساعة، ويمكن أن يحدثوا الفرق والتفوق لمصلحة المكان الذي يعملون فيه. طبعاً لم يقل حبيبنا ويلش، إنه كلما أسرعت أكثر كانت نسبة الخطأ أكبر، ومع السرعة تزيد الحوادث، وهنا يأتي دور المتصيدين الذين يتخصصون في تطفيش الكفاءات لأنهم بكل بساطة لا يستطيعون مجاراتهم. -2 القدرة على تحفيز الأفراد تحفيز الأفراد موهبة كبيرة، فالأفراد عموما يؤمنون بقائدهم، فإذا كان في المقدمة وأولهم حضورا وأكثرهم عملا وإنتاجية، فهذا في حد ذاته محفز وملهم وأتوقع أن الأخ ويلش قد أفنى حياته هربا من بعض المديرين من الذين يؤثرون «المخدة» وينشرون الرغبة في النعاس بين موظفيهم ويظهرون في مواقع التواصل الاجتماعية أكثر من مكاتبهم. -3 روح التحدي والحزم لا يوجد مستحيل، هذه الكلمة التي يجب أن تكون نبراسا لجميع القيادات بمختلف القطاعات. وحينما قرأت هذه الكلمات تذكرت بعض القياديين الذين ينشرون الكلمات التشاؤمية، ولا يعلمون أن التفاؤل والتحدي قد يصنع من الموظفين أسودا تزأر بحثا عن الإنجاز. -5 تنفيذيون يفعلون ما يقولون فن الكلام هو هبة في حد ذاته، فتجد البعض ينسق مخارج الحروف ويختار كلماته ويثري الجلسات بحواراته ويستطيع تجيير أي نجاح له و«رفس» أي فشل بعيدا عنه، ولكن جاك ويلش كان يبحث عمن يقول ويفعل، فالنتائج هي من تتحدث بدلا من الشخص، ولا ننسى دائما وأبدا أن صناعة القطار أصعب بمراحل من قيادته. وأنا أقرأ تجربة العم ويلش طرأ على خيالي البريء قصة أحد الأندية العالمية التي قادها أسد استثنائي وصال وجال وحقق «المنال»، ثم حضرت قيادة جديدة بعيدة عن مبادئ وعناصر العم ويلش، ورغم وجود العناصر نفسها من مدرب ومحترفين فإن العالمي تحول من القمة للقاع بسبب تحويل الإستراتيجية من قيادة الأسود إلى «طقها والحقها».