في إطار الشراكة الاستراتيجية بين وزارة البيئة والمياه والزراعة، من المقرر أن يبدأ مجلس الجمعيات التعاونية، خلال الفترة المقبلة، تنفيذ مبادرة توزيع 500 ألف شتلة متنوعة من الفاكهة المحلية في الطائفوالباحة وعسير وجازان، وذلك كأول ذراع ينفذ لوزارة البيئة والمياه والزراعة تلك المبادرة، التي ولدت في أعقاب إعلان مبادرة «المملكة الخضراء» التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مؤخرا، وذلك لرسم توجه المملكة العربية السعودية لحماية الأرض والطبيعة. وأكد رئيس مجلس إدارة الجمعيات التعاونية عبدالله بن كدمان، الذي شهد تدشين وزير البيئة والمياه والزراعة عبدالرحمن الفضلي، لمبادرة توزيع 500 ألف شتلة، أن هذا الدور المناط بمجلس الجمعيات التعاونية، يُعبّر عن الثقة بالقدرات التي يمتلكها المجلس، وما اختياره كأول المنفذين للمبادرة، إلا دليل على تلك الأهمية التي تنظر له من خلالها وزارة البيئة والمياه والزراعة، ما يمنح الفرصة للعمل التعاوني لأن يسعى لتحقيق تطلعات القيادة وطموحات الجهات الحكومية الشريكة للمجلس. وقال ابن كدمان «إن المبادرة التي أطلقها ولي العهد أخذت زخما وبعدا خليجيا وإقليميا وعالميا، وإن الأرقام التي كشفت عنها المملكة وتسعى لتحقيقها، من خلال زرع 10 مليارات شجرة داخل المملكة العربية السعودية، وإعادة تأهيل 40 مليونا من الأراضي المتدهورة خلال العقود المقبلة، تمنح الدلالة على التصميم بأن هناك رغبة رسمية صادقة بإعادة التوازن البيئي ودعم الحياة الفطرية، والمحافظة على البيئة بشكلٍ عام، ومن هذا المنطلق سيكون الدور خلال الفترة القادمة على مجلس الجمعيات التعاونية أكبر مما سبق، نظير تجاربه وتنفيذه عددا من المبادرات التي تنصّب حول هذا المجال». وكانت وزارة البيئة والمياه والزراعة بدأت، العام ما قبل الماضي، المرحلة الأولى من تنفيذ مبادرة «تأهيل المدرجات الزراعية وتقنيات حصاد مياه الأمطار في الجنوب الغربي من المملكة»، بالتعاون مع مجلس الجمعيات التعاونية، بتكلفة مالية بلغت 62 مليون ريال، وفي مساحة تتجاوز 3 ملايين م2. وتعد هذه المبادرة إحدى مبادرات الوزارة ضمن رؤية المملكة 2030 وبتكلفة إجمالية بلغت 600 مليون ريال، وتشمل كلا من مناطق الباحة وعسير وجازان ومحافظة الطائف، على مساحة تبلغ 2500 هكتار، بمعدل 600 هكتار تقريبا لكل منطقة. وتهدف مبادرة تأهيل المدرجات الزراعية إلى رفع كفاءة استخدام المياه في الأغراض الزراعية، والاعتماد على مصادر متجددة تسهم في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية الريفية وزيادة إنتاجية المحاصيل الاستراتيجية. وتعتمد المبادرة على أربعة محاور أساسية وهي «استصلاح المدرجات الزراعية وتأهيلها، وتطبيق تقنيات حصاد مياه الأمطار ونظم الري الحديثة، وتطوير الزراعة المحصولية، وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية».