أطلقت وزارة البيئة والمياه والزراعة مؤخرًا المرحلة الأولى من تنفيذ مبادرة «تأهيل المدرجات الزراعية وتقنيات حصاد مياه الأمطار في الجنوب الغربي من المملكة»، بالتعاون مع مجلس الجمعيات التعاونية، بتكلفة مالية بلغت 62 مليون ريال، وفي مساحة تتجاوز 3 ملايين م2. وتُعد هذه المبادرة إحدى مبادرات الوزارة ضمن رؤية المملكة 2030، وبتكلفة إجمالية بلغت 600 مليون ريال، وتشمل كلاً من مناطق الباحة وعسير وجازان ومحافظة الطائف، على مساحة تبلغ 2500 هكتار، بمعدل 600 هكتار تقريبًا لكل منطقة. وتهدف مبادرة تأهيل المدرجات الزراعية إلى رفع كفاءة استخدام المياه في الأغراض الزراعية، والاعتماد على مصادر متجددة، تسهم في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية الريفية وزيادة إنتاجية المحاصيل الاستراتيجية. وتعتمد المبادرة على أربعة محاور أساسية، هي: استصلاح المدرجات الزراعية وتأهيلها، وتطبيق تقنيات حصاد مياه الأمطار ونظم الري الحديثة، وتطوير الزراعة المحصولية، وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية. وتهدف التقنية لحصاد مياه الأمطار التي تتميز بها هذه المناطق إلى توفير كميات كبيرة من المياه لاستخدامها في الزراعة؛ إذ تعتبر المدرجات الزراعية حاجزًا مائيًّا، يتم من خلاله تجميع مياه الأمطار، ومنها تتسرب إلى الآبار القريبة، ومن ثم يتم استغلالها في الزراعة. ويتم حصاد مياه الأمطار للمبادرة من خلال إنشاء خزانات خرسانية لحصاد مياه الأمطار، وكذلك سدود صغير، عبارة عن عقوم لتهدئة سريان المياه وتجميع المياه العابرة للأودية بعد هطول الأمطار لري المزروعات في المدرجات. ويُعتبر أسلوب الزراعة بالمدرجات الزراعية أحد أهم أساليب الزراعة التي ستساعد المزارعين في التحول من الزراعة التقليدية للزراعة العضوية؛ وذلك لتوافر المصادر الطبيعية النباتية والحيوانية. ويمكن بعد ذلك للمُزارع العضوي الخروج من حدة المنافسة بالأسواق الغذائية بسبب تميُّز منتجاته بوجود الشعار السعودي للمنتجات العضوية عليها. وتهدف الزراعة العضوية إلى إنتاج الغذاء الآمن ذي الجودة العالية، والمحافظة على البيئة والموارد الطبيعية، وترشيد استهلاك مياه الري، إضافة إلى رفع مستوى الإنتاج العضوي ودعمه. وقد بلغ عدد المستفيدين في المرحلة التمهيدية لمبادرة تأهيل المدرجات الزراعية وتقنيات حصاد مياه الأمطار بالمناطق المستهدفة 500 مزارع. وقد تمثلت الخدمات التي قدمتها الوزارة بالتعاون مع مجلس الجمعيات التعاونية في أعمال التسوية، وبناء الجدر والقطع الصخري للمدرجات، وأعمال التسوية، وبناء الجدر للسدود الصغيرة بهدف حصاد الأمطار، إضافة إلى بناء خزانات مياه خرسانية، وتركيب شبكات ري بتقنيات مختلفة، وتوفير ترب زراعية، وتقديم شتلات مختلفة، تجاوزت 40 ألف شتلة من البُن والموز والرمان واللوز والخوخ والورد والعنب.