في الوقت الذي أكدت فيه وزارة التجارة والصناعة في تقريرها الذي أصدرته قبل أيام، على وفرة المعروض من السلع الرمضانية ووجود المنافسة الحرة بين مختلف المراكز التجارية، قامت "الوطن" بجولة على المتاجر الكبرى في العاصمة الرياض، كشف من خلالها مواطنون عن التغرير بهم من خلال العروض الترويجية المخفضة، حيث تبين لهم بعد التسوق أن غالبية المنتجات الغذائية المعلن عن تخفيضها تكون قد شارفت على الإنتهاء، وهو ما يمثل ثغرة واضحة للعروض التي تغري المستهلكين ويتهافت عليها ذوي الدخل المحدود. وأوضح المواطن عبدالله عسيري، أنه تفاجأ من خلال رحلة تسويقية في أكثر من مركز تجاري بأن المنتجات المخفضة غالبا ما تكون قد شارفت على الإنتهاء في تاريخ صلاحيتها، مبينا أنه خدع بكثير من المنتجات المعلن عنها في النشرات الترويجية بتواريخها القريبة جدا من الإنتهاء أو في العلب الرديئة للمنتجات التي تكون مخدوشة أو مكسورة، مضيفا أن الفواكة والخضروات الذي أعلنت عنها بعض المراكز بتخفيض سعرها غالبا ما تكون قريبة الفساد أو غير صالحة للأكل لسوء تخزينها. وكشفت المواطنة ابتهال أحمد، عن سلوك غامض تتخذه كبار المتاجر يتمثل في سعر المنتج المخفض عنه في العروض الترويجية، وذكرت بأنها ذات يوم أخذت أحد المنتجات الذي تم الإعلان بتخفيضها من قبل أحد المراكز، وتفاجأت عندما وقفت أمام المحاسب باختلاف السعر ارتفاعا ب 4 ريالات، وأضافت ابتهال أن هذا السلوك قد زاد في الآونة الأخيرة وخصوصا مع اقتراب الشهر الفضيل، مبينة أن تاريخ انتهاء الصلاحية هي الخدعه الكبيرة التي يغفل عنها كثير من المتسوقين بحيث يسهب في الشراء على خلفية التخفيضات. في ذات السياق، أشار أحد أرباب الأسر السعودية بأن بعض المنتجات المخفضة في المراكز التجارية الكبرى غالبا ما تكون قريبة الإنتهاء أو منتهية الصلاحية، مشيدا بوعي المستهلكين على جميع الأصعدة لاسيما في مواقع التواصل الإجتماعي و"تويتر" وذلك بالتشهير بتلك المراكز المخالفة للأنظمة والتي تقوم بخداع المواطنين بمنتجات غير صالحة للإستخدام، وبين علي بأن الخطوة الجريئة التي اتخذتها وزارة التجارة بالتشهير بالمخالفين، هي خطوة غير مسبوقة في عهدها، خصوصا وأنها باتت تقض مضاجع المخالفين أو الذين في نفسهم ريبه في ما يعملون ويخططون لإستقطاب المستهلكين بعروض وهمية. من جانبه، أوضح مدير أحد محال بيع الجملة بالرياض عبدالكريم أحمد، أنه في خضم المنافسة الشديدة بين تجار الجملة والمفرق والمتاجر الكبيرة بالرياض، قرر بعض تجار الجملة ابتكار "سلال" شاملة لغالبية المنتجات الأساسية الرمضانية و بأسعار مخفضة، إضافة إلى التكفل بتجهيزها وتوصيلها إلى المنازل والجمعيات الخيرية وبأسعار منافسة وتشمل الأرز، السكر، الدقيق الأبيض، الشوربة، المعكرونة، الزيت، الشاي وحتى التمر المكنوز. وأشار أحمد إلى أن تلك السلال هدفها جذب فئة ذوي الدخل المحدود والجمعيات الخيرية وأيضا للأشخاص الذين يريدون التصدق للمحتاجين بصدقات غذائية تكون شاملة لجميع الأصناف الأساسية، مبينا أن تلك السلال موزعة على ثلاثة فئات، الأولى يبلغ سعرها 150 ريال والثانية 200 ريال وتكون بأصناف أكثر من الأولى من حيث العدد والصنف وحجم المنتج، مضيفا بأن الفئة الثالثة تناسب العائلات الأكبر حجما وتصل قيمتها إلى 400 ريال، خصوصا وأن العروض المقدمة تحت مسمى السلال الرمضانية تتميز بسعرها المخفض عن بيعها بمفردها، مشيرا إلى أن علبة الشوربة "كويكر" سعرها يبلغ 6 ريالات أما إذا كانت ضمن السلة الخاصة فينخفض سعرها إلى 5 ريالات.