تعتبر آلية دورة رمضان مع الفصول الأربعة آلية ذات مواعيد وأوقات محددة حيث يجوب الفصول الأربعة خلال 33 سنة قمرية ليكمل دورة كاملة، فتارة نصوم في الشتاء وأخرى في الخريف ومرة في الصيف وأخرى في الربيع وهكذا دواليك، ونحن الآن نعيش رمضانات صيفية حارة فيها يطول النهار ويقصر الليل، وترتفع درجة الحرارة، وتشتد وطأة العطش والجوع، ورمضان عام 1428 هو أول رمضان يدخل في فصل الصيف بعد أن خرج منه عام 1405 هذا ما أوضحه عضو هيئة التدريس بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم المشرف على جوال كون الدكتور عبدالله المسند. ويضيف أن دخول رمضان هذا العام 1433 تشابه تقريباً مع دخول رمضان عام 1400 في 14 يوليو أي قبل نحو 33 سنة، وسيتكرر المشهد بإذن الله تعالى عام 1467 حيث يدخل رمضان في 16 يوليو، وعلة ذلك أن السنة الهجرية القمرية أقصر من السنة الميلادية الشمسية بمتوسط يبلغ 11 يوماً، وبعبارة أخرى كل ثلاث سنوات يتقدم رمضان شهراً واحداً تقريباً مقارنة بالشهور الميلادية ، لذا فإن عام 1437 سيدخل رمضان في آخر فصل الربيع (يونيو)، ومن ثم يبدأ بالتقدم والزحف رويداً رويداً 11 يوماً في كل سنة ميلادية حتى يتوسط فصل الربيع وهكذا، ومن ثم يدخل رمضان في آخر فصل الشتاء مارس عام 1445، لاحظ أن حركة رمضان تراجعية عكسية، ولله في خلقه شؤون. وعن الحكمة في جعل الصيام يتبع الشهور القمرية لا الشمسية قال الدكتور عبدالله المسند إن آلية الشهر الإسلامي معتمدة على دوران القمر حول الأرض (الشهر القمري)، ولم تعتمد دوران الأرض حول الشمس (الشهر الشمسي)، والحِكَم في ذلك كثيرة، منها أن يطوف شهر رمضان وليلة القدر ويوم عرفة والأزمنة الفاضلة في كل الفصول الأربعة، ثم لو ربط الصيام بالشهور الميلادية لصام الناس طول حياتهم في فصل الصيف، وآخرون في فصل الشتاء. وعن سبب توقيت ساعتين بين وقتي المغرب والعشاء في رمضان قال إن تقويم أم القرى حدد الفارق بين وقتي المغرب والعشاء بساعة ونصف الساعة طول السنة عدا رمضان فالفارق ساعتان، وهذا التحديد اصطلاحي، مدني، ولا يتعارض مع الوقت الشرعي للعشاء، إذ يدخل وقتها الشرعي قبل ساعتين وأحياناً قبل ساعة ونصف الساعة (تختلف وفقاً للموقع الجغرافي وشهور السنة). والعلة في تأخيرها في رمضان لإعطاء الصائمين فسحة ومهلة لتناول الإفطار، ومن ثم الاستعداد لصلاة العشاء والتراويح، هذا من جهة ومن جهة أخرى تأخير صلاة العشاء سنة.