لأن بلادنا - ولله الحمد - منذ تأسيسها تقوم على الشرع والعدل والحكمة، فقد وصلت ووصلنا معها إلى ما نحن فيه من خير وتقدم ورخاء، ولم يكن ذلك ليتحقق لولا توفيق الله أولا ثم جهود حكامنا الموفقين الذين أخذوا على عاتقهم خدمة هذا الوطن وشعبه الكريم بكل أمانة وتفان وإخلاص، يدا بيد مع أبناء الوطن ورجاله وبناته الأوفياء منذ الأزل حتى يومنا هذا، كذلك بسبب اختيارهم الموفق في تعيين الرجل المناسب بالمكان المناسب. ولعل من أهم هؤلاء الرجال (الوزراء)، الذين هم من اختيار الملك، رئيس لمجلس الوزراء، ومن ثم فهم يده المباركة التي تمتد بالخير والمحبة والنماء لكل شخص في أي بقعة من بلادنا المباركة بل وحتى خارجها. والوزير يشترط في اختياره أن يكون من المشهود لهم بالصلاح والكفاية، وألا يباشر عمله وزيرا في مجلس الوزراء إلا بعد أداء اليمين. يعد الوزير الرئيس المباشر والمرجع النهائي لشئون وزارته، ويمارس أعماله وفق أحكام هذا النظام والأنظمة واللوائح الأخرى. ولكل وزير الحق في أن يقترح مشروع نظام أو لائحة يتعلق بأعمال وزارته، وغالبا الوزراء لا يعدون تعيينهم وزراء بمنزلة التشريف بل يرون ذلك شرفا وتكليفا. ومع التطور غير المسبوق الذي وصلت إليه بلادنا المباركة، ورؤية المملكة الكبيرة نحو تحقيق الأهداف السامية ضمن «رؤية 2030»، لا أظن أن هناك عذرا لأي أحد مهما يكن منصبه في أن يعمل ويخدم ويقدم كل ما في وسعه، لخدمة الوطن والمواطن، وكل من يعيش على أرض وطننا المبارك، فأبواب المسؤولين، وعلى رأسهم الوزراء، ينبغي أن تكون مفتوحة ومشرعة، لخدمة الوطن وكل طالب للخدمة. والتقنية أسهمت في تذليل ذلك عبر مواقع التواصل، فممكن للشخص، أيا كان ومن أي مكان في العالم، مخاطبة الوزير، وتقديم طلبه أو شكواه أو تظلمه أو حتى شكره، عبر رسالة إلكترونية أو عبر وسائل التواصل المتعددة، وليس للوزير عذر في ألا يتلقفها ويتفاعل معها أينما كان وحيثما كان، وقد يخصص من موظفيه من يتابع مثل هذه المراسلات ويعرضها عليه أو من ينيبه في الرد عليها في الحال. المهم أن يجد صاحب الحاجة من يقضي حاجته دون إبطاء، وهذا حق من حقوقه المشروعة، وألا يسمح للكسالى والفاسدين ومعطلي مصالح الناس ومن على شاكلتهم بالبقاء أو العمل في أي وزارة أو إدارة أو قطاع، وهذا بلا شك هو توجه وتوجيه قيادتنا الرشيدة أعزهم الله بأن «المواطن أولا». نحن كمواطنين نثمن دور كل وزير وكل وزارة تقدم خدماتها بأسهل وأفضل الطرق، ولا سيما الحديثة منها، التي بات أغلبها ينجز بضغطة زر وأنت في بيتك أو متجرك أو عملك أو من أي مكان في العالم، ونهيب بجميع الوزارات الأخرى اللحاق بركب تحقيق كل ما من شأنه التيسير على الناس وقضاء حوائجهم بأسهل الطرق وأيسرها.