أعلن مدير العمليات في مركز تنسيق الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة جون جينج أمس أن الحكومة السورية تعتمد "سياسة عرقلة كثيفة" تحول دون وصول المساعدة إلى حوالى 850 ألف شخص يحتاجون اليها في سورية. وقال إن عدد السوريين الذين يحتاجون إلى المساعدة بات يتخطى بكثير الرقم الأساسي وقدره حوالى نصف مليون، موضحا "أننا نواجه الكثير من العقبات في جهودنا لتلبية حاجات الناس". وأضاف في ختام المنتدى الإنساني الرابع حول سورية المنعقد في جنيف "أننا نواجه سياسة عرقلة مكثفة من الحكومة السورية، نواجه بيئة عمليات على قدر لا يصدق من الخطورة بسبب النزاع ولدينا مشكلات قدرات بالنسبة لوكالات لم تكن لديها عمليات أو كان لديها القليل من العمليات ووجدت نفسها مشاركة في عملية إنسانية ضخمة". واستطرد جينج، بأن سورية ترفض منح تأشيرات لعمال الإغاثة الغربيين، لكن الأممالمتحدة تحاول التغلب على هذه الاعتراضات لتوسيع عملياتها الإنسانية في مواجهة الاحتياجات المتزايدة، موضحا "لدينا عدد من التأشيرات المعلقة للعاملين الدوليين الذين ينتمون لعدد من الدول الغربية. الولاياتالمتحدة وكندا وبريطانيا وفرنسا وبلد أو اثنين آخرين. يرفض منحهم تأشيرات بسبب جنسياتهم. نحن نعترض على هذا بشدة ونتعاون مع الحكومة السورية للتغلب عليه". وكان المنتدى السابق حدد المساعدة الضرورية بقيمة 180 مليون دولار وبات الآن يترتب توفير 180 مليون دولار للمساعدات داخل سورية و193 مليون دولار لمساعدة اللاجئين في الدول المجاورة الذين يقدر عددهم ب 112 ألف شخص، ينضم إليهم 700 لاجئ جديد يوميا. والتمويل الذي تم الحصول عليه حتى الآن لا يغطي سوى 20 إلى 21% من هذه الحاجات. وأفاد جينج أن محصول القمح السوري سيتراجع أكثر من 700 ألف طن هذا العام مستشهدا بنتيجة دراسة أجراها برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة التابعان للأمم المتحدة والتي ستصدر الأسبوع القادم. وتستهلك سورية ما بين أربعة ملايين وخمسة ملايين طن من القمح سنويا لكن المحاصيل خلال السنوات الست الماضية لم تصل لهذا المعدل مما يجبرها على استيراد القمح. وقال جينج "هذا أمر نحتاج للاستعداد للتكيف معه لأن كمية القمح المطروحة في السوق ستكون أقل".