كشفت مصادر مطلعة بوزارة الشؤون الاجتماعية ل"الوطن" عن توجه لإعداد نظام متكامل لمكافحة ظاهرة التسول المنتشرة في بعض المدن الرئيسية والمحافظات بالمملكة، في ظل ارتفاع عدد المتسولين السعوديين الذين وصلت نسبتهم إلى نحو 15% فيما تستحوذ الجنسيات الأخرى على النسبة الأكبر من الظاهرة. وتعمل وزارة الشؤون الاجتماعية بمشاركة عدد من الجهات الحكومية والمدنية وفق ما أوضحت المصادر ل"الوطن" على إعداد نظام يعمل على القضاء على هذه الظاهرة، يشتمل التوعية والتوجيه والدراسات الميدانية والاجتماعية بالإضافة إلى إيجاد الحلول اللازمة، وكيفية معالجتها بالطرق العلمية الصحيحة، وسيتم عرض المسودة الخاصة بالنظام على مجلس الشورى لدراسته واعتماده. كما يتضمن النظام إعداد آلية مرنة للقبض على المتسولين في الشوارع والمرافق العامة وتحديد الجهة المسؤولة عن ذلك، لاسيما أن عملية القبض على المتسولين تقع بين اختصاصات عدد من الجهات الحكومية دون وجود إدارة مركزية تعمل على تفعيل دور كل جهة مشاركة. وكانت وزارة الشؤون الاجتماعية قد أعلنت أنها لن تتمكن من القضاء على هذه الظاهرة في ظل الإمكانيات الضعيفة التي تمتلكها الوزارة للقضاء على هذه الظاهرة بالإضافة إلى عدم وجود حماية أمنية كافية لأعضاء مكاتب مكافحة التسول. إلى ذلك يعتزم عدد من الجمعيات المدنية تنظيم حملة توعوية لمكافحة هذه الظاهرة، يدعمها عدد من الجهات الحكومية بتمويل من عدد من الجهات في القطاع الخاص، ومن المتوقع أن تبدأ هذه الحملة مع بداية شهر رمضان في مدينة جدة، وتهدف إلى توعية المواطنين والمقيمين بعدم التعاطف مع المتسولين في المرافق العامة والشوارع، وتقديم المساعدات والتبرعات عن طريق الجهات الخيرية المصرح لها، وستركز الحملة وفق ما علمت "الوطن" من منظميها جهودها على حض المواطنين والمقيمين على التوجه للجمعيات الخيرية لدفع صدقاتهم بدلا من دفعها للمتسولين في الشوارع، لاسيما أنه يصعب التأكد الفعلي من حاجتهم للمساعدة المالية. وأنشأت وزارة الشؤون الاجتماعية نحو 8 مكاتب لمكافحة التسول، إلا أنها اقتصر عملها على القبض على المتسولين من الجنسية السعودية، فيما تعمل نحو 4 مراكز اجتماعية على استقبال الأطفال الأجانب المتسولين بعد استلامهم من الدوريات الأمنية، حيث تتم دراسة أوضاعهم الاجتماعية وترحيلهم إلى بلدانهم وفق إجراءات محددة. إلى ذلك أظهرت دراسة أعدتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية إلى أن مدينة جدة تعد المدينة الأولى في المملكة من ناحية عدد المتسولين تليها مكةالمكرمة والرياض، حيث تسجل مدينة جدة مانسبته 30% من عدد المتسولين في المملكة. ومن جهتها طلبت وزارة الشؤون الإسلامية من أئمة المساجد منع من يمارس ذلك السلوك أمام أبواب المساجد أو داخلها، وطالبت في خطاب موجه إلى أفرع الوزارة لتعميمه على أئمة المساجد، بضرورة إبلاغ الجهات الأمنية في حال وجود متسولين أمام المساجد أو داخلها.