وصفت المعارضة السورية الموفد الدولي والعربي المشترك كوفي عنان، بأنه أصبح موفدا للديكتاتور، مؤكدة أن مهمته قد انتهت. وكان عنان الذي أجرى محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق قد انتقل إلى طهران في إطار وساطته، معلنا أنه اتفق مع الرئيس السوري بشار الأسد على طرح للحل سيناقشه مع المعارضة المسلحة لوقف أعمال العنف. ولم يفصح عنان عن الطرح الذي تم التوصل إليه خلال الاجتماع الذي وصفه ب"الصريح والبناء"، إلا أنه شدد على أهمية المضي في "الحوار السياسي الذي يوافق عليه" الأسد. وأشار إلى أنه ناقش أيضا مع الأسد خطة النقاط الست، لافتا إلى "ضرورة المضي قدما في تطبيقها بطريقة أفضل مما هو عليه الوضع حتى الآن". وذكر أنه سيغادر سورية إلى إيران "لكن حوارنا سيستمر"، مشيرا إلى أن الفريق الموجود على الأرض سيواصل العمل من أجل هذا الحوار. وقال "أشجع الحكومة والأطراف الأخرى المؤثرة على مساعدتنا في هذا الموضوع". وأوضح المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي في تعليق على المحادثات مع عنان على موقع "تويتر" أمس أن الطرفين يعتبران أن مؤتمر جنيف الذي أقر في 30 يونيو الماضي اقتراح عنان حول الحكومة الانتقالية "هو خطوة مهمة لإعطاء دفعة للعملية السياسية وإيجاد مناخ للحوار". وفيما انتقد المجلس الوطني السوري المعارض في بيان أمس زيارة عنان لدمشق، أبدى رئيسه عبد الباسط سيدا، معارضته التامة لكل النتائج التي خلصت إليها الزيارة. وأكد في اتصال هاتفي مع "الوطن" أن عنان تخلى عن مهامه الأصلية وتحول لمبعوث للدكتاتور بشار الأسد، موضحا أن "المساعي والنشاط الذي يقوم به المبعوث الدولي أتاح للمجرم توجيه أصابع الاتهام لدول صديقة للشعب السوري واتهامها بدعم الإرهابيين الذين هم في الحقيقة الضحية"". وشدد على أن "لا حوار مع الجزار أصبح شعارنا، وأصبحنا نحاصر الأسد فعمليات الجيش الوطني الحر البطل وصلت على بعد 150 متراً من قصر المجرم في دمشق"، مبينا أن فرصة عنان قد انتهت ولا صوت يعلوا فوق صوت البندقية. وعبر سيدا عن استغرابه من موقف عنان ودوافعه في أن يتحرك بعد ساعات من اعترافه بفشل خطته في إنهاء الأزمة السورية، متهماً المبعوث الدولي بالسعي لإنقاذ الأسد ونظامه من السقوط. وقال "نحن مستمرون في معركتنا وثورتنا حتى تحرير سورية شبرا شبرا من عناصر النظام الذي بات متفككاً ويحاول كل عناصره إيجاد مخرج والتواصل معنا لمساعدتهم في الخروج مع أسرهم من سورية".