بينما تضج الحياة بالحياة، صدر قرار اِبتعاث التميز بعد إغلاق البعثات الحكومية لِمدة ما يقارب السنتين. قرار المرونة في العمر وعدم إلزام التخصص بأن يكون تابعا لِما قبله من أصوب القرارات التعليمية التي صدرت في هذه المدة، مواكبة التطور والرؤية على وجه خاص تحتاج إلى مثل هذه الشروط التي تتبع المستقبل ذاته، بِمعنى نحن لا نستطيع الآن أن نهد ونبني من جديد، بل يجب علينا أن نرمم لأن الأساس قوي من الأساس بغض النظر عن بعض الاختلافات التي تكمن بكونها اختلافات فردية وتفاوت بالذكاء والمستوى الدراسي. الفارق التعليمي والتكنولوجي وانتشار اللغات بين الجيل السابق والجيل الأخير أصبح كالفجوة بين الأمية والمتعلمين، لم يعد التعليم يقتصر على فكرة الكتابة والقراءة والرياضيات ولا حتى فيزياء الأرض أو التطور للوصول إلى الفضاء، الأمية باتت تعني مواكبة ما يحدث، مواكبة الوقت نفسه، الوصول بالوقت المناسب. أما عن قرار دراسة شهادة البكالوريوس بالدرجة الثانية فهذا بحد ذاته يواكب التطور بل يسبق التنمية نفسها. الأصل في التعليم والنجاح هو الفرص، أما عن الطموح فهو اجتهاد شخصي قد لا يولد الجميع به ولكنه قد يُشترى في الحياة الجامعية أو بعد التخرج أي بعد فوات الأوان بسبب بعض الشروط التي تعرقل النجاح في وقت متأخر. إذا، الفكرة لا تتمحور حول الابتعاث بعينه، لأن الدولة لم تقصّر يوما بتطوير التعليم سواء داخل المملكة أو خارجها بل تهدف دائما إلى تمثيل شعبها بتعليمهم المتطور وفرصهم المتاحة بالجامعات المرموقة منذ زمن بعيد جدا. القرار يعيد الأمل في حياة النجاح الفردي، ويعزز قيمة الطموح لدى الفرد، والقرار الأخير يبقى في يد الشخص وجرأته على أخذ هذه الخطوة. نجاح الخطة أيضا يكمن في ذكاء الطالب باختياره لتخصص يستطيع أن ينفع به المستقبل ولا يكتفي بفكرة سد حوائجه الشخصية كالموهبة مثلاً، لأن الموهبة لا تكفي للنجاح ولا يجب أن يُراهن على بقائها. هناك فرصة إذا هناك إمكانية، هناك إمكانية إذا هناك محاولة، والمفاوضة هنا هي المفاوضة على قدرة تحقيق شروط القبول والتحدي في الدراسة. ختاما، التنمية المستدامة تحتاج إلى القوة البشرية، والتردد في خطو هذه الخطوة يعقب الندم. - الترميم هنا أقصد به معنى الاستفادة من خبرات من سبقونا في بعض المجالات دون محاولة تقليد. القرارات التعليمية في أمريكا وبريطانيا تهتم بفكرة الطموح وتهتم بفكرة تغير القناعات الفردية لما يناسب شخصية الفرد فور اِكتشافه لها، منها تعدد الشهادات لِدرجة البكالوريوس وشرط العمر وأيضا القروض للدراسة، والأهم قبل ذلك هو الاختيار الصحيح للمسؤول عن تطبيقها في الدولة - شُكرًا وزير التعليم شكرًا مملكتي وقبل كل هذا نحن نثق بالرؤية.