لم يتمالك الفنان سعيد سعيّد الشهراني نفسه لحظة تكريمه مساء أول من أمس، من أعضاء فرع الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت) بعسير، فذرفت عيناه الدمع، تأثرا بموقف زملائه ومشاعرهم تجاهه، في حفل أقيم من أجله في القرية التراثية بخميس مشيط. حيث وجه الفنانون رسالة إلى وزير الثقافة والإعلام بالنظر في صحة الفنان سعيد الشهراني مطالبين بعلاجه حيثما كان، لما يعانيه من ظروف صحية نظرا لإعاقته التي جعلته حبيس المنزل ومنعته من مواصلة الإبداع مع رفاقه. وطالب الفنانون بعلاج زميلهم الشهراني، في أحد المستشفيات المتخصصة في الرياض، أو خارج المملكة، حيث يعد الشهراني من فناني منطقة عسير المعروفين على المستويين المحلي والدولي، ويحرص على المشاركة في الفعاليات التي تقيمها وزارة الثقافة والإعلام في الداخل والخارج. وشمل الحفل ورشة عمل تشكيلية متخصصة في قراءة النص البصري التشكيلي قدمها الفنان علي مرزوق، تهدف إلى رفع مستوى الذائقة الفنية، والمساهمة في ردم الهوة بين الفنان والمتلقي، إلى جانب تقدير العمل الفني التشكيلي ومبدعه، وتعلم الكيفيات المثلى لإصدار الأحكام الجمالية. كما بين مرزوق أن تفسير العمل التشكيلي واللوحة الفنية وفك رموزها ليست من مسؤولية الفنان مبدع العمل، وإنما هي من مسؤوليات الناقد، مشيرا إلى أن على المتلقي محاولة الغوص في أعماق العمل الفني التشكيلي لقراءته وفك رموزه. وتطرق المحاضر إلى عدة محاور، أهمها: أن الفن التشكيلي لغة عالمية ولكي يفهمه المتلقي ويستمتع به عليه أن يجيد أبجديات هذه اللغة، ذاكراً أن من أهمها معرفة المقومات البنائية للعمل الفني التشكيلي والمتمثلة في (النقطة، والخط بأنواعه، والمساحة، واللون)، والمقومات الكلية التي تمثل: (الوحدة، والسيادة، والتوازن، والتنوع، والإيقاع). وفي نهاية الورشة جاء التطبيق العملي للمنهجية المقترحة على بعض الأعمال التشكيلية الأصلية لكبار الفنانين المعروفين عالمياً وقراءتها من قبل أعضاء الورشة أمثال: جورج البهجوري، وشاكر المعداوي، وراشد دياب، وصلاح طاهر، وعمر النجدي وآخرين كتطبيق عملي للورشة.