ترفض الملحقية الثقافية في بريطانيا طلبات بعض الطلاب المبتعثين الراغبين في تدريس زوجاتهم اللغة الإنجليزية، وذلك بسبب عدم حصولهن على شهادة المرحلة الثانوية، وذلك تماشيا مع الأنظمة المعمول بها في الملحقية. وتشترط الملحقية على الزوجات المرافقات الراغبات في دراسة اللغة الإنجليزية في أوقات فراغهن الحصول على الثانوية العامة كحد أدنى، من أجل الموافقة على إلحاقهن بمعاهد اللغة في دورات قصيرة الأجل. وبسبب هذا النظام لم يستطع عدد من زوجات المبتعثين استغلال أوقات فراغهن ودراسة اللغة الإنجليزية أثناء تواجدهن بالخارج، حيث تتراوح فترة الإقامة من ثلاث سنوات لطلاب الماجستير والدكتوراه، وخمسة سنوات لطلاب البكالوريوس. يقول الطالب (م. ع) إنه اضطر لتدريس زوجته على حسابه الخاص في أحد معاهد اللغة لعدة أشهر، وذلك بسبب رفض الملحقية التكفل برسوم المعهد، أو إعطاءها ضمانا لدراسة اللغة فقط، منتقدا بشدة هذا النظام غير العادل، على حد تعبيره، والذي لا يسمح للمرافقات بتعلم اللغة كحد أدنى من إقامتهن بالخارج ويعيقهن من الاستفادة من هذه السنوات في أوساط المجتمعات الأجنبية التي تتطلب الحياة فيها تعلم اللغة كحاجة يومية، بينما يقوم طالب آخر باستقطاع مبلغ شهري من مرتبه المتواضع من أجل التعاقد مع مدرسة بريطانية لتدريس زوجته اللغة الإنجليزية لمدة يومين بالأسبوع لعدم قدرته على إلحاقها بمعهد للدراسة بشكل يومي ومكثف، ويقول هذا الطالب (ن. ش) إن من وضع هذا النظام يفتقد إلى المسؤولية والحكمة، حيث يمنع النساء المرافقات من تعلم لغة أجنبية خلال فترة إقامتهن في بلاد أجنبية، ويمنعهن أيضا من الاستفادة من هذه المجتمعات، بحيث لا تستطيع المرافقات التعايش اليومي الطويل بدون دراسة ومعرفة اللغة الإنجليزية من أجل تسهيل أمورهن اليومية التي تتطب التحدث بالإنجليزية، سواء في الشارع أو عند الطبيب أو عند القيام بالتسوق نيابة عن أزواجهن المبتعثين، الأمر الذي يضطرهن عادة للجلوس طويلا في البيت لعدم قدرتهن على تحدث الإنجليزية بسبب رفض وتعنت الملحقية دفع رسوم تدريسهن البسيطة أو حتى مراجعة هذا النظام غير المبرر مرة أخرى من أجل تعديله ليشمل هذه الفئة من المرافقات. يذكر أن الملحقيات الثقافية بالخارج تتكفل نظاما بدفع رسوم دراسة اللغة الإنجليزية للزوجات المرافقات، أو حتى للرجال المرافقين للمبتعثات، محاولة منها لإشغالهم بما ينفعهم، والاستفادة من عيشهم بالخارج طوال هذه السنوات، ولمساعدتهم أيضا على القيام بأمورهم اليومية بدون الحاجة إلى وجود المبتعث نفسه للترجمة أو الشرح، إلا أن الملحقيات ومنها ملحقية بريطانيا ترفض في مثل هذه الحالات القليلة الموافقة على دراسة أي مرافق لا يحمل الشهادة الثانوية العامة، الأمر الذي يضطر الطلاب والطالبات لتدريس مرافقيهم على حسابهم الخاص، بينما بعض المرافقين الآخرين، والذين لا يجدون ممولا لدراستهم يعودون للمملكة بدون دراسة اللغة أو حتى الاستفادة من المجتمعات الأجنبية بسبب عدم القدرة على التخاطب والتعايش اليومي معها بلغاتها.