المدرب المتمكن من عمله يخوض اللقاءات بواقعية بعيداً عن العشوائية في القرارات الفنية التي من شأنها إرباك العطاء وبالتالي الدخول في نفق التعثر، ربما أن تلك الصورة يجسدها مدرب الهلال الروماني (رازفان) منذ الوهلة الأولى التي استلم فيها زمام التدريب ويلتمس له العذر إبان كان الفريق يخوض المنافسات الآسيوية، حيث اعتمد بشكل كبير على التدوير خشية الإرهاق لكن بعد فراغ الفريق من البطولة وتحقيقه للقب واصل تلك النغمة وفقد نقاطا كانت في متناول آيادي لاعبيه. اللافت أن (رازفان) في المنعطف الأخير للدوري أصر على تجسيد صورة التغيير عناصرياً وفنياً وبالتالي أربك العطاء وباتت طريقته مكشوفة استغلها الخصوم وأصبحوا يلعبون على أخطاء الفريق ونجحوا في تفعيل ذلك على أرض الواقع في ظل الاعتماد على البناء من الخلف الذي تسبب بإشكالات عريضة والأكيد أن جزءا كبيرا من الأهداف التي ولجت المرمى تسبب بها رباعي الدفاع والوسط لأنهم يواجهون ضغطا من الخصم في المناطق الحساسة داخل الملعب الهلالي، وعندما تنقطع الكرة تسهم في تسجيل هدف معاكس وكان من المفترض أن يغير المدرب التكتيك ويضع حلولا لدرء المخاطر التي تحيط بهلاله. ومازالت الفرصة مواتية لحصد اللقب الذي ينافسه عليه جاره النصر المستقر عناصرياً وأدائياً حيث يعتمد البرتغالي (فيتوريا) على عدة حلول وهذا ما مكنه من تحقيق مكاسب متوالية خلال المواجهات الأخيرة. أيضا لا يمكن أن نغفل عن الصورة الجميلة التي جسدها مدرب الأهلي (فلادان) حيث رسم لمسات إيجابية على محيا الفريق رغم النقص الذي يعانيه في عدد اللاعبين الأجانب والمحليين ويبقى مدرب الرائد البرازيلي (هاس) الذي يعد أبرز الطواقم التدريبية في هذا الموسم وكانت له اليد الطولى في الارتقاء الفني الذي تجسد على عطاء فريقه وتحديدًا في طريقة اللعب وإعداد الفريق بدنيًا وفنيًا فضلا عن التغيرات التي يجريها خلال المباريات وتسهم بقلب النتيجة لمصلحة فريقه. وبعيدًا عن الجوانب الفنية بات الهبوط مصدر رزق لبعض اللاعبين بحيث تضاعف المكافآت لهم لشحذ هممهم للخروج من مأزق الخطر وقد تفوق هذه المكافآت ما يقدم للاعبين الذين قادوا فرقهم لتبوُّء القمة ومن يقارع للوصول لمربع الكبار، صحيح أن الهبوط يقوض مضجع تاريخ النادي، ولكن لا يمكن أن يصل إلى هذا المؤشر في تقديم الأرقام المادية، بقي أن نؤكد أن أخطاء التحكيم رغم وجود تقنية (VAR) تلوح من لقاء إلى آخر، ولعل ما حدث في نزال الأهلي والهلال خير شاهد فهناك ثلاث حالات طرد أهلاوية لم تأخذ نصيبها من العقوبة، وهذا لا يقلل من الصورة الجميلة التي قدمها أصحاب الأرض لكن الأخطاء التحكيمية تستحق التوقف لكي نكبح جماح كل ما يدور حول التحكيم والاتهامات التي ترمى عليه جزافا.